بدأ التجار بشراء محصول التبغ من المزارعين، في وقت ينتظر به المزارعون أن تعلن مؤسسة التبغ عن رفع أسعار استلام التبغ منهم في ظل ارتفاع الأسعار وكلفة الإنتاج والذي تأخر لمصلحة التاجر.
التأخير في الإعلان عن رفع الأسعار يجعل المزارع يبيع إنتاجه للتاجر وبالسعر الذي يفرضه تحت ضغط حاجته لتأمين متطلبات حياته اليومية، ويؤدي كذلك إلى خسارة مؤسسة التبغ للأنواع والأصناف الجيدة من التبغ التي يشتريها التاجر من المزارع.
إعلان الأسعار الجديدة يصب في مصلحة المؤسسة والمزارع معاً، لأن الأسعار المناسبة تضمن تسليم الإنتاج للمؤسسة وكذلك تضمن أسعاراً مناسبة للمزارع وحتى لو باع إنتاجه للتاجر الذي سيضطر لرفع السعر كي يبيعه المزارع فيستفيد المزارع .
التبغ محصول مهم في تأمين مورد للخزينة، ولكن لا بد من تحديد الأصناف المناسبة أكثر، وتحديد المساحات والجغرافيا التي ستزرع بها وعدم ترك الأمر يتمدد على مساحات خصبة ومناسبة لزراعات أكثر أهمية للمواطن، وما نشهده من تمدد وتوسع في زراعة التبغ في سهل الغاب وحوران سيكون له آثار سلبية على إنتاج المحاصيل الأخرى، كما سيؤثر على المزارعين في مناطق إنتاج التبغ الأساسية والذين لا تصلح مناطقهم للزراعات أخرى.
أن ننتج كميات كبيرة من التبغ ولانقوم بتصنيعها بشكل جيد فهذه مشكلة، وأن نترك هذه الزراعة تتمدد على مناطق زراعات أخرى فهي مشكلة أكبر، والمشكلة الأكبر أن نحاصر ونضيق على هذه الزراعة في الجبال لأن آلاف العائلات تعتمد على زراعة التبغ فقط كون الأرض في هذه المناطق لا تصلح لزراعة محاصيل أخرى لطبيعتها وعدم إمكانية الرعي والاعتماد على الأمطار فقط لصغر الحيازات الزراعية كذلك، أما المناطق الأخرى كما في حوران وسهل الغاب فهي تصلح لزراعة كل المحاصيل و بإنتاجية عالية.
على الملأ- بقلم مدير التحرير- معد عيسى