بمسلات الوهم الانفصالي تحيك مجموعات قسد شبكة تآمرها على وحدة الأرض السورية، مجاهرة بكل سفور بتبعيتها وعمالتها للمحتل الأميركي، وتلهث في خواتيم فصول الإرهاب الأميركي على الجغرافيا السورية لتوسيع رقعة تعديها وسيطرتها بالبطش والتنكيل وبالانتهاكات الموثقة بأهالي الجزيرة على مساحات أوسع من الأراضي في الجزيرة، فالنفخ العقيم لعناصر قسد الانفصاليين في قربة التجزئة والفدرلة المثقوبة هو حالهم منذ بداية الحرب الإرهابية التي استخدمتهم فيها واشنطن حطباً في أفران مصالحها.
لكن عميان البصيرة، الزاحفين على تشظيات المرحلة، يتغافلون عن رؤية مؤشرات الميدان الجلية والتي تدلل بكل وضوح على أن أي تطاول عدواني أذرعه مبتورة، وأن مسلمات استعادة كل الأراضي على الجغرافيا السورية وعدم المساس بوحدتها هي ثوابت في الاستراتيجية السورية معمول عليها في روزنامة التحرير ومنجزة وتستكمل مهما تكالب الغزاة والمعتدون.
هي الحماقة إذاً وهستيريا الأطماع ما يدفع قسد أداة واشنطن الوظيفية في هذه المرحلة لتصدر مشهد التعدي والانتهاكات لتحصيل جزرة مكتسبات من بين أنياب الثعلب الأميركي الذي يجيد فنون المساومات الدنيئة واللعب على حبال المراوغة، ولا يهمه احتراق أدواته، لتنضج طبخة أطماعه، وهو يدرك ضمنياً أنه لن يحصلها مهما رفع منسوب العدوان.
لا يمل أرعن البيت الأبيض عن المناورة لتحصيل مكتسبات، فليس اتفاق اللصوصية الأخير مع مجموعات قسد لنهب النفط السوري لتصب عائدات سرقته في الخزانة الأميركية، وإطلاق أيدي مسلحي المجموعة الانتهازية لترويع وترهيب الأهالي، وتستولي على المؤسسات الحكومية، إلا تأكيداً على غباء ترامب الذي يصر على المراوحة في دائرة نار الجزيرة، واضعاً جنود احتلاله على صفيح لاهب من مقاومة شعبية لن تستكين إلا بطرد الغازي والمحتل واقتلاع مخالب أدواته الوظيفية.
ترامب المقامر بأوراق خساراته يدرك أنه يلقي بأدواته في أتون النار لتنضج طبخته المسمومة، لكن في مبدأ غاياته الدنيئة كل الوسائل الشيطانية مباحة، وطبيعة المرحلة تتطلب منه رفع درجة حرارة فرن مناوراته الأخيرة إلى أعلى الدرجات، ولو احترقت الأدوات، ما همه احتراقها، فالضحك على مغفلي قسد بالربت على كتف مآربهم أسلوبه المعتاد لإغواء الحمقى.
بالمقابل مازالت الأدوات المستخدمة أميركياً تلاحق سراب أوهامها رغم كل صفعات الميدان على وجوه مشغليها وداعمي تماديها وتعاظم الرفض الشعبي لممارساتها القمعية ومخططاتها الانفصالية، ورغم التخلي الأميركي عنها مرات ومرات، إلا أنها تختار التبعية والعمالة للشيطان الذي يلوح لها بالجزرة الانفصالية.
الحرب العدوانية في خواتيمها، ولو جهدت أميركا لتأجيج الجبهات، وغالت أداتها قسد في إجرامها وانتهاكاتها، فللجزيرة كما لكل بقعة محتلة من الأرض السورية مواعيد مع التحرير لن يطول مداها الزمني.
حدث وتعليق – لميس عودة