عندما تتراجع او تخرج بعض الصناعات التحويلية من الإنتاج بسبب عدم توفر المواد الأولية يتفهم الجميع ذلك.. وهذا ما حصل في صناعة السكر وفي صناعة الأعلاف.. الخ.. غير أن تراجع قدرة بعض الصناعات عن سد حاجة السوق المحلية من سلعة ما لأسباب غير موضوعية يصعب فهم ذلك!!.
اليوم ونتيجة العقوبات الظالمة.. والحصار غير الإنساني المفروض على الشعب السوري.. يرتفع سعر الصرف و ترتفع معه الأسعار في الأسواق وتختل معادلة العرض والطلب.. مما يخلق بين الحين والآخر أزمات واختناقات على بعض السلع والمواد.
أين خطط الجهات المعنية من زراعة الشوندر السكري؟؟ و أين هي تلك الخطط من زراعة الذرة الصفراء وفول الصويا ؟؟.في أراض بديلة أقله لتخفيف النقص المتوقع نتيحة خروج مساحات واسعة من هذه الزراعات الهامة التي نحتاجها بشكل يومي.
وفيما تبقى من صناعات أخرى مثل صناعة السجائر.. و ما تحققه من أرباح لخزينة الدولة وما توفره على المواطن!!.
اليوم وأمام جنون الأسعار بات الدخان الوطني يباع في السوق السوداء تهريباً!!. طبعاً والسبب هو عدم قدرة المؤسسة العامة للتبغ على تغطية الطلب المتزايد على السجائر أمام الإرتفاع الكبير في أسعار السجائر المستوردة لارتباطها بسعر الصرف.
في الوقت نفسه المزارع يحتاج إلى تحقيق دخل أفضل من زراعة التبغ.. والمؤسسة تحتاج الى زيادة إنتاجها لسد حاجة السوق المحلية..
ورغم ذلك لا يزال السعر الذي تشتري به المؤسسة من المزارع غير مشجع لزيادة الإنتاج من المادة الأولية !!.
والغريب في الأمر أن سعر باكيت الدخان الوطني/ الحمراء الطويلة / وصل الى نحو ٨٠٠ ليرة في السوق السوداء!!. وأيضاً بلغ سعر الكيلو غرام من الدخان البلدي غير المفروم نحو ١٠ آلاف ليرة .. والمفروم تجاوز ال ١٧ ألف ليرة.. ولا يزال سعر أفخر أنواع التبوغ التي تتسوقها المؤسسة من المزارع بحدود ٢١٠٠ ليرة !!.
لا بد من إعادة النظر في أسعار التبوغ وتطوير هذه الصناعة بما يحقق حاجة السوق.. و بما يحقق الدخل المناسب للمزارع على حد سواء.
أروقة محلية – نعمان برهوم