“جنازيري” لا تصدأ…!

تلقائياً..أعتني بها، أول ما يخطر لي كل صباح، وبمجرد رمي أغطية سريري،…البحث عن طلاء أجدد عبره أفكاري وأهز ركون ذهني، وحين أسرع لارتداء ثوب ما، المهم أن يكون رقيقاً في هذا الصيف الحار، أكون قد وجدت حيلة ما، قد لا تنطلي علي.

كأني سعيدة مع أفكاري، متأقلمة، أشعر بفخرعجيب بمجرد تداولها، ومع ذلك لا احتمي بها بل كلما انتبهت أقلبها جيداً …!

كيف تشكلت وأصبحت بمثابة عجينة لاصقة من الصعب الهروب منها، أمر لا يشغلني بالتأكيد، حتى انني لا أفكر باقتلاعها فهي جزء من كينونتي ..

عدم صراعي معها..لا يعني أنني استسلمت لها كلياً، في موقف ما حين لا تلائمني وأبتعد عنها تتحول لتبدو كجنازير صلبة من أفضل الأنواع ومختلف المقاسات، بالطبع وطأتها لاتلامسني الا عندما أبدل أمكنتي الاعتيادية، حينها يعلو ضجيجها ليصم الآذان..في هذا الوقت بالذات أشعر بتكميمها لكل ما حولي…تبدو كسارية أتعارك معها تملأ ذهني تماماً، وتلك الجنازير تسد كل المنافذ.

حينها أدرك كيف تعزز رتابة الأحداث قدرة تلك الجنازيرعلى التمسك بنا، فمثلاً حين نكون قابعين في الحجر، بالكاد نتحرك ضمن أمتار صغيرة، نعود في الليل الى غرفنا الصغيرة لتضمنا أسرتنا، تلك التي أزلنا أغطيتها صباحاً وقد ننسى إعادتها…في هذه الأمكنة لا تقلقنا السارية ولا ننتبه للجنازير التي تهدهد أذهاننا كطير اعتاد التحليق على علو منخفض، وضمن مساحة صغيرة ربما لا يوجد فيها حبوب يقتات منها، ولا يقبل على تلك الحشائش الشهية..!

ولكن ما ان نفكر بالإنطلاق إلى خارج الدائرة أو القوقعة الحياتية الاعتيادية لنحاول فكفكة عاداتنا،أمزجتنا وسلوكياتنا الرديء منها والجيد…حتى نشعر أننا نسلخ جلودنا …!

جنازيرنا تلك لا نكتشف مدى بهائها الا عندما تتصادم بقوة مع تلك التي تحيط بعقل الآخر..والمصيبة أن كل الجنازير لديك أو لدى الآخر غير قابلة للصدأ ولا للتآكل ولا للاختراق،… هي صلبة مزدهرة كأنها وضعت للتو…

في لحظة ..وحين نصل إلى طريق مسدود، نكف عن المحاولة، وقد نعتقد أن قوتها هي التي ستعيينا على لحظة اختراق بالتأكيد لن نحياها يوماً في تلك الأمكنة الاعتيادية التي علقنا بها وشكلتنا على مقاسها..!

رؤية – سعاد زاهر

آخر الأخبار
بين واشنطن وموسكو وبكين.. دمشق ترسم سياسة خارجية متوازنة مشاعر الأمومة الفطرية والتعلق المرضي... أين الصواب؟ شباب اليوم.. طموح يصطدم بجدار الفرص المحدودة الصين تعلن استعدادها للمساهمة في إعادة إعمار سوريا الأوجاع المؤجلة.. حين يتحوّل الصبر إلى خطر "سوق الجمعة".. اقتصاد شعبي وسط الضجيج إدمان الإنترنت.. التحدي الرقمي للشباب كيف نتعامل معه؟ "صناعة حلب" تواصل استعداداتها لانطلاق "مهرجان التسوق" سوريا تبدأ موجة من الدبلوماسية القوية بعد سقوط الأسد استياء شعبي بعد رصد صورة لـ "المخلوع" داخل "تربية حلب" الانتخابات في سوريا.. الوزير الشيباني يطرح ملف الشرعية الشعبية إنتاجية زيت الزيتون بدرعا في أدنى مستوياتها.. وأسعاره تتجاوز المليون ليرة ارتفاع أسعار الألبسة الشتوية.. بين محدودية الدخل و"الهروب إلى البالة" لا زيادة على الغاز: "الطاقة" تؤكد وفرة المخزون واستقرار الأسعار بعد دخولهم المياه السورية بطريقة غير قانونية.. دمشق تسلّم 17 لبنانياً إلى بيروت الاحتلال الإسرائيلي يعتقل أربعة شبان سوريين بعد اقتحام القنيطرة 600 مربي ماشية في عندان وحريتان استفادوا من مشروع دعم الأعلاف حلب بين نار الغلاء وبارقة تخفيض المحروقات.. فهل تُلجم الأسعار ؟ الأمطار أنقذت المحاصيل الشتوية وأوقفت أعمال الري بطرطوس الأمن السوري يلقي القبض على طيار متهم بجرائم حرب