الثورة أون لاين – رامز محفوظ:
منذ عقود والإدارات الأميركية المتعاقبة تحاول إيقاف عجلة التطور التكنولوجي والاقتصادي للصين، وحشد كافة طاقاتها وإمكاناتها لفرملة هذا التطور الصيني الذي وصل لمرحلة بات فيه مصدر قلق للولايات المتحدة التي تحاول دائماً الهيمنة على السوق التجارية العالمية وفرض سطوتها وإملاءاتها على حليفها الأوروبي لإقناعه بالانصياع للإرادة الأميركية، وعدم التعامل مع الشركات والمنتجات الصينية، والتحالف مع واشنطن للوقوف في وجه العملاق الاقتصادي الصيني الصاعد.
ورغم المحاولات المتكررة لإيقاف عجلة التطور الاقتصادي الصيني المتسارع إلا أن ثمة مجموعة من الإجراءات والأحداث الاقتصادية جعلت من الصين محط أنظار المجتمع الدولي بحيث تكون المنافس القوي والند للغرب وأميركا، ويرى البعض أن ثمة تغيرات تعتري النظام الاقتصادي العالمي، لينهي تفرد أميركا بقيادته، في ظل نموذجها للعولمة الاقتصادية، التي سادت منذ مطلع التسعينيات من القرن العشرين.
ففي محاولة أميركية مفلسة جديدة للضغط على الأوروبي لمنعه من التعامل مع المنتجات الصينية التي طغت على الأسواق العالمية وباتت مصدر قلق حقيقي لواشنطن، وصل وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو إلى براغ اليوم الثلاثاء، في مستهل زيارة تحريض ضد الصين تستمر خمسة أيام، وتشمل الزيارة عدة دول في وسط أوروبا.
حيث ستركز جولة بومبيو على محاولة إقناع الدول الأوروبية بعدم التعامل مع هواوي، مجموعة الاتصالات الصينية العملاقة التي تعتبرها واشنطن مصدر تهديد في وقت تقود جهود تطوير شبكات الإنترنت من الجيل الخامس فائقة السرعة “5جي”، وستركز أيضاً على محاولة إقناع تلك الدول بخفض اعتمادها على الطاقة الروسية.
كما سيقضي بومبيو يومين في تشيكيا قبل أن يتوجّه إلى سلوفينيا والنمسا وبولندا، حليفة بلاده التي تستعد لاستقبال بعض الجنود الأميركيين المغادرين ألمانيا تحت ذريعة حمايتها في وجه الخصم التاريخي روسيا.
وسيلتقي الأربعاء بممثلي شركات تكنولوجيا تشيكية وأميركية لمناقشة شبكة “5جي” قبل أن يجري محادثات مع رئيس وزراء البلاد أندريه بابيش.
ويتوقع أن يزور بومبيو سلوفينيا في اليوم التالي لتوقيع اتفاق ثنائي على صلة بأمن شبكات الجيل الخامس من الإنترنت.
كما سيزور الخميس النمسا للقاء مستشارها سيباستيان كورتز لإجراء محادثات بشأن التجارة بين الولايات المتحدة والنمسا وانخراط فيينا في بعثات حفظ السلام حول العالم.
وسيتوجه بومبيو في آخر محطة له السبت إلى بولندا لمناقشة إعادة نشر القوات بعد سحبها من ألمانيا.
وأعلن البنتاغون مؤخراً أن الولايات المتحدة ستعيد نحو 6400 عسكري من ألمانيا وستنقل 5600 آخرين إلى دول أخرى منضوية في حلف الأطلسي.
