استمعتُ اليوم إلى برجك الفلكي..
أتخيّل ردّة فعلك اللامبالية حين أخبرك بالأمر.. أو ربما ابتسمتَ ابتسامة هازئة، وكأنك تقول في سرّك: وهذه واحدة إضافية من عاداتك المجنونة اللامنطقية.
نعم، لديّ حفنة من عادات لا تروق للكثيرين..
خلال سنوات الحرب طوّرت الكثير منها.. من عاداتي المجنونة واللامنطقية.
ثم عن أي منطق تتحدّث..؟!
أي عقل يمكن له استيعاب كل ما يحصل لنا..؟!
لعل عادتي تلك، ليست أكثر من محاولة تخدير مؤقتة.. كأنني أضحك على نفسي.. وأمنّيها بالجيد..
كما حصل اليوم تماماً حين علمت أنك تقضي أوقاتاً جميلة مع بعض الأصدقاء الداعمين لك، مثلما أخبرني “برجك”.
لستُ أعلم أي أرضٍ تحتويك، فأتلقّط أخبارك وألملمها ولو كانت خيالاتٍ تلقيها على مسمعي قارئة الأبراج اليومية.
لوهلة، شعرتُ بالغيرة من تلك البقعة الجغرافية التي تضمّك.. ومن أولئك الأصدقاء الذين يجالسونك..
لكن سرعان ما أبصرتُ عمق إحساسي تجاه ما سمعت..
أشعرُ بالسعادة لأجلك..
فلتذهبْ ولتعانقْ الحياة أينما وجدتها..
امضِ إلى حيث تستطيع اختبار أشياء لم تجرّبها قبلاً..
بالنسبة لي، سأرى بعينيك وأختبر الأشياء بنبض قلبك.
هل تذكر كيف كنا نتشارك احتساء القهوة (أونلاين)!
عن بُعدٍ، كنا نشرب قهوة الصباح..
لطالما رغبت باحتسائها سويّاً مع صوتٍ إذاعي يلقي علينا أخبار الأبراج والأفلاك.
أتخيلك.. وأنت تنظر إليّ بشيءٍ من عتابك المحبب، كأنك تقول: (الأبراج مرة أخرى)..
للحقيقة.. لم أقتنع يوماً بعموم فكرة التنجيم وقراءة الطالع أو الأبراج..
لكن ثمة أشياء في عالم الأنواء تجذبني إليها.. كأن ينتمي برجك لعالم الماء، بينما يستقر برجي إلى أديم أرض..
هل تتخيّل جمالية اندماج هذين العنصرين.. “التراب والماء”..؟!
أي صلصالٍ بهيّ يكوّنان، باختلاطهما.. !!
رؤية – لميس علي