بالنيابة عن مرافئ العالم، كان انفجار مرفأ بيروت.. إنه انفجار احتقان الفساد وموت الضمير والتقاعس والكسل بسبب افتقاد حس المسؤولية…. انفجار مرفأ لعالم لم يعد فيه من يحرص على الأخلاق البشرية.
أتجاوز أن الأمر شأن لبناني.. وعادة غير مرحب برأي لسوري.. فأنا أرى: أنها كثيرة موانئ ومرافئ العالم الجديرة بالانفجار!! رغم سعة البحار وأعماقها وقدرتها على كتم ما يحصل في هذا العالم.. وبالتالي هو ليس شأناً لبنانياً صرفاً.. بل تعبير عن حال عالمي وجد في مرفأ بيروت خاصرته الرخوة.
ثم لا تنسوا أن عشرات العمال السوريين قضوا شهداء فيه.
بكل الأحوال.. لا يعني ذلك أنني استبق التحقيق لأقول: إنه انفجار ذاتي بسبب التخزين غير المناسب لنترات الأمونيا..!! هذا بحد ذاته يعبر عن حالة الخلل والشلل التي تشهدها الأخلاق البشرية.. إن كان ثمة أخلاق بقيت لنتحدث عنها.
هذا حتى لحظة وقوع انفجار.. أما وقد وقع.. فإنه لمن المريب في كل انفجار في هذا الشرق أن تدور الأقوال والتحليلات والادعاءات.. بشكل متعمد لإبعاد الشبهات عن إسرائيل..!
من التفجير الذي أودى بحياة رفيق الحريري ومن سقط معه.. وضمناً ما حصل لمنشآت أرامكو النفطية وصولاً إلى انفجار مرفأ بيروت.
في الفقه الجزائي.. فتش عن صاحب المصلحة.. فهل في العالم صاحب مصلحة بكل ما جرى على هذا الصعيد أكثر من إسرائيل.
اليوم مثل غير يوم، هبت جوقة الادعاء والكذب والزيف والعمالة لتدور في حديث متلكئ متردد يريد موت القضية عبر تدويلها.. ألم يدفعوا بقضية الحريري إلى التدويل لموتها ومعها ماتت قضايا كل الذين قتلوا في لبنان.. واكتفى حتى أولياء الدم بالرضى عن إمكانية اتهام سورية وهم يعلمون أنها بريئة من كل ما حصل، براءة الذئب من دم ابن يعقوب.
نعم.. وبالتأكيد تم ذلك كله منعاً لتوجيه الاتهام لصاحب المصلحة والمستفيد الأول من كل ما جرى وهو إسرائيل.
وهي بهذا وبذاك قضية فساد الأخلاق البشرية.. وفي عناوينها الأولى ما حصل لفلسطين وقيام إسرائيل.
هل أصغيتم يوماً لمداولات العالم حول وباء كورونا الذي لم يجد فيه هذا العالم ما يقاوم به دفاعاً عن البشرية.. سوى التجني على منظمة الصحة العالمية؟!.
معاً على الطريق – أسعد عبود