حدد السيد الرئيس بشار الأسد الرؤى الإستراتيجية للسلطتين التشريعية والتنفيذية وحدد سبل نجاح خطط تنفيذ هذه الرؤى والوصول إليها من خلال الحوار البناء داخل المؤسسات وخارجها.
يُمكن اليوم للحكومة القادمة ومجلس الشعب وضع خطط عمل للمرحلة القادمة وفق الأولويات التي حددها سيادته بدءاً بتعديل التشريعات التي تعتبر المدخل الأول لمكافحة الفساد مروراً بتنظيم العمل داخل هذه المؤسسات وصولاً إلى القطاعات الإنتاجية المعنية بتحسين الوضع المعيشي للمواطنين.
ليس هناك أكثر عمقاً ووضوحاً وشفافية وتشخيصاً للواقع أكثر مما قاله السيد الرئيس بشار الأسد، فقد لامس بمفرداته عقول ومشاعر الجميع وعبر بملامحه وحالته الصحية عن حالة الضغط وساعات العمل التي يقضيها والقضايا التي يضطلع بها وبما يفسر حجم تقصير السلطة التنفيذية في معالجة هموم وقضايا الناس.
تشخيص السيد الرئيس بشار الأسد للواقع كان مستمداً من مهنة الطبيب في علاج المريض، رفع الخطر سبيلاً للبقاء ومن ثم البدء بالمعالجات وفق الأولويات، ما يجب على المريض القيام به وما على المعالج أن يفعله.
كل مفردات السيد الرئيس ركزت على أهمية إصلاح الإدارة، لأن الإدارة هي التي ترسم العلاقة بين كل الجهات والأطراف وتوزع الأدوار بشكل تكاملي بين الجميع، وتراقب التنفيذ وتقيم النتائج، ومن هذا المنطلق كان الاهتمام بمشروع الإصلاح الإداري.
شفافية الطرح بما يخص ملف محاسبة الفاسدين جعلت البعض يقرأه برداً وسلاماً على الفاسدين رغم أن سيادته تحدث عن ثغرات القوانين وإمكانية تطبيقها في مناطق لم تكن محررة، وأولويات الخطط في الحروب، مميزاً بين الإصلاح والانتقام، وهذا ما يُمكن أن تظهره الأيام القادمة.
قد يبدو ما أقوله إنشائياً ولكن وضوح كلمة السيد الرئيس والشفافية التي تحدث بها سيادته جعلت من أي قراءة تفسيراً للمفسر.
على الملأ – بقلم مدير التحرير معد عيسى