ثورة أون لاين – سامر البوظة:
في ظل التفشي الخطير لفيروس كورونا وصعوبة السيطرة على انتشاره في العالم, وبدلاً من التكاتف وتوحيد جميع الجبهات الدولية لمواجهة هذا الخطر الذي يتهدد البشرية جمعاء, يبدو أن أزمة كورونا تحولت إلى ورقة للابتزاز في البازارات السياسية, حاولت بعض الدول استغلالها لتحقيق طموحاتها الجيوسياسية من خلال السباق إلى إنتاج اللقاحات التي سترفع من رصيد الدول المنتجة، وتضعها في صدارة المشهد العالمي.
الولايات المتحدة التي تسابق على إنتاج لقاح قبل حلول موعد انتخابات الرئاسة الأميركية، وبدل الترحيب بإعلان روسيا لتوصلها للقاح مضاد فيروس كورونا المستجد “كوفيد-19”, ينقذ البشرية، أبدت استياءها الواضح إزاء المسألة، لأنها تسعى لإنتاج لقاح بهدف الاحتكار والاستثمار السياسي فقط، من دون الاكثرات لأي اعتبارات إنسانية، وخاصة أن دونالد ترامب كان يروج للتقدم نحو اللقاح بشكل سريع جداً، ظناً منه أن هذا الموضوع سيحسم نتائج الانتخابات لمصلحته, فهو لا يريد لفيروس كورونا أن يكون فاضحاً لفشل إدارته في الاستجابة سريعاً لتهديدات الوباء المستجد، بعد إصابة أكثر من 5 ملايين مواطن ووفاة أكثر من 166 ألفا.
روسيا وعلى لسان مندوبها الدائم لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا أعلنت في اجتماع لمجلس الأمن الدولي، اليوم الخميس، أنها مستعدة للتعاون مع جميع الشركاء الأجانب المهتمين في تطوير لقاح ضد فيروس كورونا.
وقال نيبينزيا: أصدرت روسيا رسمياً أول تسجيل للقاح “كوفيد – 19 “في العالم، وأظهرت التجارب السريرية مستوى عالياً من الفعالية والأمان، ويجري إعداد عدد من اللقاحات الواعدة الأخرى وتجهيزها للاختبارات السريرية.
وأضاف نيبينزيا: إننا مستعدون للتعاون الدولي مع جميع الشركاء المهتمين بتطوير وإنتاج اللقاحات والأدوية لضمان استجابة عالمية متناسقة في كبح انتشار فيروس كورونا، ولتحقيق انتصار مشترك على الوباء.
وكان الممثل الرسمي لمنظمة الصحة العالمية في روسيا، طارق يزاريفيتش، قد أعلن في إفادة صحفية، أن منظمة الصحة العالمية على اتصال بالسلطات الروسية بشأن تقييم فعالية وسلامة أول لقاح مسجل ضد كوفيد – 19.
ليست هذه المرة الأولى التي تقوم بها روسيا بإيجاد لقاحات للأمراض الفيروسية, فهي تمتلك سجلاً حافلاً وإنجازات كبيرة في هذا المجال وبراءات اختراعات مسجلة ومعترفاً بها دولياً، وهي بهذا الإنجاز تكون قدمت خدمة للبشرية جمعاء, اللقاح سيكون مطروحاً للجميع وسيستفيد منه الملايين في العالم, على حين أن الولايات المتحدة كانت ستستغله لمصلحتها أولاً ثم للمتاجرة به ثانياً, وهنا الفرق بين الاثنين.