ثورة أون لاين – ريم صالح :
إلى أين تسير الأحداث في شرقي البحر المتوسط؟!، هل ما يجري هناك يشير إلى احتدام ومواجهة عسكرية متعددة الأطراف قاب قوسين أو أدنى؟!، أم أن الأمور ستبقى على حالها أي رهينة زيادة منسوب المشاحنات التركية – اليونانية، والتركية – الفرنسية، لا أكثر ولا أقل؟!، وإلى متى سيستمر نظام اللصوصية التركي في سلب ونهب ثروات الآخرين، ونسبها زوراً وبهتاناً لسلطنته البائدة؟!، وإلى متى سيستمر في الاعتداء على شعوب الدول المجاورة، دون اكتراث أو أي اهتمام يذكر بالقوانين والأعراف الدولية؟!.
المشهد في شرقي المتوسط يشي بالكثير الذي لا تحمد عقباه، فنظام العربدة التركي يمضي قدماً في إجراء مسحاته الزلزالية لنهب النفط والغاز في البحر عبر سفينة “أروج رئيس”، كما أنه نشر أسطوله الحربي في المنطقة، أما اليونان فقد أكدت ورداً على هذه الممارسات البلطجية عزمها الرد على أي استفزاز في شرق البحر الأبيض المتوسط ، وقامت هي الأخرى بنشر أسطولها هناك ووضعت قواتها المسلحة في حالة تأهب.
ويبقى اللافت هو الموقف الفرنسي الذي سارع لمطالبة النظام التركي بوقف التنقيب، لافتا أن باريس ستنشر مقاتلتين من طراز “رافال” والفرقاطة “لافايت” شرقي البحر المتوسط في إطار خطة لتعزيز وجود فرنسا العسكري في المنطقة، وذلك وسط مؤشرات على توتر مع تركيا، مع أن الأمر لا يعدو من وجهة نظر محللين محاولة فرنسية جديدة من دولة استعمارية لها باع طويل في الاحتلال والنهب لمحاولة أخذ حصتها من ثروات المتوسط، وتصفية حساباتها مع الجانب التركي، وإن كان عبر البوابة اليونانية.
وفي هذا الصدد أعلنت وزارة القوات المسلحة الفرنسية، الخميس، أن فرنسا ستنشر مقاتلتين من طراز “رافال” والفرقاطة “لافايت” شرقي البحر المتوسط في إطار خطة لدعم وجودها العسكري في المنطقة.
جاء ذلك غداة تأكيد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء اليوناني كرياكوس ميتسوتاكيس أمس على رفض باريس لخطوات تركيا “الخطيرة وأحادية الجانب”.
وأعرب الرئيس الفرنسي عن قلقه البالغ إزاء التوترات التي تسبب بها القرار التركي “الأحادي” بالتنقيب في منطقة شرق المتوسط.
وفي وقت سابق أعلن رئيس الوزراء اليوناني عزم بلاده الرد على أي استفزاز في شرق البحر الأبيض المتوسط، حيث قال: إنه وردا على نشر تركيا لأسطولها في المنطقة، قامت اليونان بنشر أسطولها هناك أيضا ووضعت القوات المسلحة “في حالة تأهب”.
وأضاف ميتسوتاكيس: “نأمل أن يسود التعقل في نهاية المطاف لدى جارتنا، حتى نتمكن من الشروع بحوار صادق”.
وارتفعت التوترات بين تركيا واليونان يوم الاثنين الماضي، مع إرسال أنقرة سفينة “عروج ريس” للمسح الزلزالي ترافقها سفن حربية إلى قبالة شواطئ جزيرة كاستيلوريزو اليونانية في شرق المتوسط.
وفي سياق التصعيد التركي الذي ينذر بتأجيج الأوضاع أكثر في منطقة المتوسط،، زعم رئيس النظام التركي رجب أردوغان اليوم الخميس، أن “اليونان هي سبب تصعيد التوتر في المنطقة، وحث أثينا على احترام حقوق تركيا”، وذلك حسب وكالة “الأناضول” المقربة من النظام التركي.
وفي حديثه إلى أعضاء حزبه الحاكم العدالة والتنمية حاول أردوغان التهرب من مسؤولية نظامه عن التصعيد الحاصل بسبب أطماعه التوسعية، فادعى بأن بلاده لا تلهث وراء أي مغامرات غير ضرورية أو تسعى للتوتر”، وقال: “الطريق إلى حل في شرق البحر المتوسط هو عبر الحوار والمفاوضات” وفق زعمه.
ودعا أردوغان الاتحاد الأوروبي إلى التحقق من وفاء اليونان بمسؤولياتها تجاه الأقليات ومساءلتها عن ذلك، مؤكدا أن “موقف اليونان في بحري المتوسط وإيجة مبني على سوء النية ومطالبتها بالجرف القاري استنادا على جزيرة “ميس” لا يمكن تفسيره بالعقل والمنطق” حسب تعبيره.
وفي العراق الذي يتعرض بدوره لسلسلة اعتداءات تركية تستهدفه أراضيه، أكدت قيادة العمليات المشتركة في العراق اليوم الخميس، أن “القوات الأمنية لديها القدرات العسكرية للدفاع عن أمن البلد من أي اعتداءات خارجية”.
وقال المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة اللواء تحسين الخفاجي، في تصريحات مع وكالة الأنباء العراقية، إن “ما قامت به تركيا باستهداف ضباط عراقيين أثناء تأدية واجبهم في قيادة قوات حرس الحدود له تأثيرات سلبية على مستوى العلاقات ما بين البلدين”، موضحا أن “قيادة العمليات المشتركة لديها الإمكانيات والقدرات العسكرية للدفاع عن أمن البلاد وسيادتها من أي اعتداءات خارجية”.
ووصف الاعتداء التركي بأنه “تصرف خطير يمثل نوعا من العدوانية ضد السيادة العراقية”، مشددا على أن “قيادة العمليات المشتركة ترفض استخدام الأراضي العراقية لتصفية الحسابات”. وحث المتحدث العراقي، تركيا على أن “تحل مشكلتها بنفسها بعيدا عن الأراضي العراقية”.
جاء ذلك فى أعقاب هجوم شنته تركيا بطائرة مسيرة على الحدود العراقية، أسفر عن مقتل 5 عراقيين، بينهم قادة من حرس الحدود العراقي.
وكانت وزارة الخارجية العراقية قد استدعت سفير النظام التركي في بغداد فاتح يلدز، على خلفية الخروقات والانتهاكات المستمرة للجيش التركي، ومنها: القصف الأخير بطائرة مسيرة والذي طال منطقة سيدكان بمحافظة أربيل في كردستان”.