ثورة اون لاين – بيداء قطليش:
لا يزال وباء العنصرية يجتاح الولايات المتحدة الأميركية التي تدعي احترام الحريات وحقوق الإنسان، ويكشف زيف شعاراتها والتفاوت الاجتماعي العميق داخل هذه المجتمع المفكك، فالامتيازات والحقوق في هذه الدولة تعطى للبيض دون غيرهم من الأعراق الأخرى، أما أصحاب البشرة السوداء، فحدث ولا حرج، عن ما يعانوه من تنكيل واضطهاد وسلب لأبسط حقوق الإنسان التي لطالما نادت بها أميركا.
فعلى الرغم من حالة الغضب العارمة التي تجتاح الشارع الأميركي على خلفية الأحداث العنصرية التي تتغلغل في صلب المجتمع الأميركي، لم يتوقف ترامب عن خطاب الكراهية ضد أصحاب البشرة السوداء والأعراق الأخرى من غير البيض، بل لايزال يركب موجة التهديد والوعيد لإرهاب المحتجين ضد العنصرية، ويواصل سياساته القمعية بحق الشعب الاميركي من ذوي الاصول الافريقية.
فالشرطة الأميركية والأجهزة الأمنية التي تنفذ سياسة ترامب القمعية لا توفر امرأة ولا طفلا ولا رجلا من ممارستها العنصرية العنيفة، بدءا من الصعق بالكهرباء و إطلاق الرصاص بدم بارد، وصولا إلى إطلاق الشرطة الكلاب لتفترس الضحية السوداء، التي كان قد هدد بها ترامب المحتجين على جريمة قتل الشاب الاميركي من أصول افريقية جورج فلويد بإطلاق “الكلاب الشرسة” عليهم في حال اخترقوا السياج الخارجي للبيت الابيض، وذلك في اشارة منه الى التذكير بقانون العبودية الذي كان يسود اميركا، وهو اطلاق الكلاب على العبيد، إما لقتلهم أو لمنعهم من الهرب أو لترهيبهم وردعهم.
ونشرت صحيفة “The Salt Lake Tribune” الاميركية لقطات كاميرا للضابط نيكولاس بيرس يأمر كلبه أن يعض جيفري ريانز البالغ من العمر 36 عاما في وقت سابق من 24 نيسان الماضي.
وعلى خلفية الحادث أعلنت عاصمة ولاية يوتا الأميركية، سولت ليك سيتي، تعليق استخدام الكلاب البوليسية بعد أن أمر ضابط شرطة كلبا بوليسيا بمهاجمة رجل أسود كان جاثما على ركبتيه ويداه مرفوعتان في الهواء، وانتظار التحقيق فيما إذا كان استخدام القوة ضروريا.
وذكرت العمدة إيرين ميندنهال على أحد مواقع التواصل الاجتماعي، بأن استخدام كلاب الشرطة “للتواصل مع المشتبه بهم” سيتم تعليقه أيضا حتى تتمكن المدينة من مراجعة سياساتها وممارساتها، وأضافت “إنني منزعجة مما رأيته في هذا الفيديو، محبطة من الطريقة التي تم بها التعامل مع الموقف، وأنا ملتزمة بالعمل لضمان عدم حدوث ذلك مرة أخرى”.
وقالت إدارة الشرطة في بيان لها: إن مكتب المدعي العام لمقاطعة سولت ليك يراجع القضية أيضا.
وأفاد المدعي العام للمقاطعة سيم جيل إنهم سينظرون في توجيه اتهامات جنائية للضابط.
ما يجري اليوم في أميركا من تمييز عنصري مفضوح وغير مسبوق يكشف المزيد عن زيف الادعاءات الأميركية بالدفاع عن حقوق الإنسان ويسقط هذه الشعارات الفارغة من مضمونها التي تسوقها الإدارة الأميركية في كل مناسبة، ويعطي إشارة واضحة بأن شعبية ترامب الداخلية باتت بالحضيض نتيجة لحماقاته المتكررة وعنف شرطته المفرط بحق ذوي البشرة السمراء وبحق شعبه من المحتجين على سياسيته التي وضعت بلاده في مقدمة الدول الممارسة للاضطهاد بحق شعبها والراعية للإرهاب عالمياً .