الثورة أون لاين – ميساء الجردي:
لا تزال الأدوية التي تنتجها تاميكو تأخذ الرواج الأكبر لدى المواطن السوري، لكونها تأتي ضمن اللائحة الأساسية للأدوية الخاصة بسياسة وزارة الصحة، والتي يجب أن تكون متوافرة في الصيدليات بشكل دائم مثل المضادات الحيوية والمسكنات وخافضات الضغط والسكري.
وكشركة قطاع عام تتوجّه نحو تأمين الحاجة الأساسية من الأدوية للأمراض المزمنة، وفي ظلّ الظروف الحالية من انقطاع لبعض الأدوية وعدم الاستقرار في أسعارها، أكد الدكتور فداء العلي مدير عام شركة تاميكو في لقاء خاص “للثورة اون لاين” ، أنّ الهدف الأساس من عملهم هو تأمين الدواء للمواطن بأعلى المواصفات وبأرخص الأسعار، كاشفاً عن وصول الشركة إلى إنتاج أكثر من 45 مستحضراً دوائيّاً في الوقت الحالي ضمن ظروف العودة المتواضعة، بعد أن كانت متوقّفة لمدة عام ونصف وخروجها من المقرّ الرئيس نتيجة لظروف الحرب على سورية، حيث بدأت عودتها في عام 2014 بشكل متواضع وخطوط إنتاج تقدّم ثمانية مستحضرات فقط، وبعدد قليل من العمال. إلى أن أصبحت تغطي اليوم كشركة وطنية بحدود 90% من الاحتياج العام للمواطنين إلى جانب شركات الأدوية الأخرى.
تكامليّة لا تنافسيّة
وأوضح العلي أنّ توافر الدواء في الأسواق وعملية الأسعار لا يخضعان للعملية التنافسية وإنما هناك عملية تكامليّة تتعلق بترخيص الأدوية والمستحضرات بما يتناسب مع الاكتفاء الذاتي لحاجة السوق، وعلى سبيل المثال هناك شركات متعددة تنتج أدوية الضغط والسكر، إلا أنّ ذلك لا يدخل في مجال التنافس وإنما الهدف هو خلق التوازن في السوق المحلّية، فلو كان كلّ معمل ينتج صنفاً دوائيّاً معيّناً، فإنّ ذلك سيؤدّي إلى الاحتكار، لذلك تعمد وزارة الصحة إلى ترخيص مستحضر واحد لأكثر من معمل حتى لا يحدث احتكار أو انقطاع أو رفع للأسعار، ولكلّ شركة دواء خصوصيتها في تصنيع وتأمين المادّة الأوّليّة وهي تخضع لتأثيرات الحصار الاقتصادي الظالم على سورية.
المشكلة في الشائعات
وحول عدم توافر كميات كافية من إنتاج تاميكو في الصيدليات، بيّن مدير الشركة أنّ هذا الموضوع مبالغ فيه، والمشكلة تكمن في الشائعات التي تنشر حول منتج معيّن وتكون من مصدر غير موثوق، ليجري بعدها استجرار غير منطقي للمادة الدوائيّة من قبل المواطنين، والكثير منهم يتجّه نحو التخزين إذا كان لديه إمكانيّة ماديّة تسمح بذلك، وهذا انطبق بشكل كبير على أدوية الأمراض المزمنة التي يعتبر استخدامها دائماً من قبل المريض حيث تمّت عمليات استجرار كبيرة لأدوية الضغط والقلب والسكري، وبدلاً من أن يشتري المواطن علبة واحدة، يعمد لشراء ما يزيد على العشرة علب، وبالتالي الشراء غير المنطقي ساهم في وجود هذه الأزمة الأخيرة، مشيراً إلى وجود طاقة إنتاجيّة دوائيّة تكفي القطر وتزيد وكانت سورية قبل ظروف الحرب الإرهابيّة تصدّر الأدوية لأكثر من 50 دولة عربية وإقليمية.
ارتفاع مدروس
حول نسبة ارتفاع أسعار منتجات تاميكو مقارنة بباقي الشركات الدوائيّة الخاصة الأخرى أشار العلي إلى وجود أسس لتسعير الدواء معتمدة من قبل وزارة الصحة بالتسلسل الذي يجب أن نضيفه إلى تكاليف الإنتاج، وهو ارتفاع مدروس بحيث لا تزيد أرباح الشركة ككل على 20% من قيمة الدواء، وهذا لا يشكّل شيئاً مقارنة مع ارتفاع الأسعار والأجور، وهو متناسب مع نفقات وتكاليف الإنتاج وليس مع دخل المواطن.
وبيّن الدكتور فداء أنّ هناك خصوصية لارتفاع أسعار الأدوية، وأبعاد أكبر مما يشاع، فهناك صعوبة في تأمين المواد الأولية وهناك الكثير من الشركات العالميّة التي كانت تورّد لسورية للأسف ونتيجة الحصار التزمت بقانون قيصر وتوقفت، وقد لا تصحّ جميع العقود التي يتمّ إبرامها، أو المناقصات التي يتمّ الإعلان عنها.
لا عودة حالياً
بالنسبة لخط السيرومات الذي كان موجوداً في حلب وكان يشكّل رافعة أساسية لشركة تاميكو بما كان يحقّقه من أرباح كبيرة وتغطية لاحتياجات الوطن ككل، بيّن العلي أن المعمل قد دُمّر بالكامل من قبل العصابات الإرهابية من حيث البناء والمخابر والمستودعات إضافة لسرقة الآلات والمكنات وخطوط الإنتاج، وبالتالي ومن خلال نظرة اقتصاديّة عامّة للدولة وبعد دراسة الموضوع بالتفصيل، أصبح الاعتماد على المعامل التي كانت مرخّصة لتصدير السيرومات حيث أصبحت هذه المعامل تغذّي الحاجة الداخلية، وتوفّر الاكتفاء الذاتي من المادة ولا حاجة لصرف أموال باتجاه إحداث معمل للسيرومات.
خاص بالتعقيم
وحول منتجات تاميكو الخاصة بالتصدي لفيروس كورونا أكد مدير الشركة أنّ المنتج (تامي جيل) هو معقم أساسي خاص بالأيدي، لا يستخدم للأسطح أو الأبنية إلا أنه يعمل ضمن منظومة التعقيم الخاصة بلمس للأبواب والأقفال والمفاتيح الكهربائية والأسطح، وهو آمن وذو فعالية عالية بما يحتويه من نسبة كحول تصل إلى 70%.
وبنفس الوتيرة تعمل الشركة حالياً على تحضير صيغة دوائية للبيفدول لتعقيم الجروح
والحروق بغرف العمليات وأقسام الإسعاف، وتمّ تقديم صيغة لإنتاج الهيكزميدين لتعقيم الأيدي والأسطح وبذلك تكون الشركة حقّقت سلسلة متكاملة من التعقيم.
جديد تاميكو
خلال هذا الشهر سوف يفتتح قسم الشراب السائل والمعلق وهو جاهز بنسبة 95% هذا ما أشار إليه الدكتور العلي مبيناً إحداث قسم خاص بالمراهم، سوف يتمّ تأهيله بعد أن سحبت الآلات المعطلة من البناء الأساسي بالمليحة، وتمّ إعادة تأهيلها بالكامل بخبرات وطنية وبتكلفة قليلة لم تتجاوز مئة مليون ليرة سورية في حين قُدّرت التكلفة الخارجية 4 مليارات ليرة سورية، كاشفاً عن وجود خطة لتأهيل المقرّ الأساسي بالمليحة.
عودة شبه تامة
الكيمائية سمية النن مديرة الإنتاج بتاميكو أكدت أن عملية العودة والوصول إلى المستوى الحالي لم تكن سهلة حيث بدأ الإنتاج بالكبسول والأقراص وبجهود عدد قليل من العمال بعد أن تمّ تأهيل الآلات ونقلها من المعمل الأم إلى المقر الحالي، مشيرة إلى وجود آلات جديدة دخلت حالياً إلى الإنتاج وأقسام إضافية تعمل إلى جانب قسم الكبسول وقسم الأقراص ومنها قسم الشراب الجاف، وإنجاز خطوط إنتاج المراهم، وبهذا تكون شركة تاميكو وصلت إلى إنتاج 90% مما كانت تنتجه قبل حدوث الحرب.