كل رؤية تحدث عنها السيد الرئيس بشار الأسد هي ورقة عمل بامتياز للمرحلة القادمة، وكل ما قاله سيادته من استراتيجيات هي بمجملها نقطة الارتكاز والانطلاق، والحامل الأقوى، وخارطة الطريق الأهم لعمل مجلس الشعب الجسر الأهم بين المواطن وبين السلطة التنفيذية، والرقيب والمحاسب والشريك أيضاً في عملية التنمية، وهي “مجتمعة” ستشكل لب وصلب البيان الوزاري للحكومة القادمة، وبوصلة نجاحها حراكها وتحركها الذي من الضروري والهام جداً جداً أن يعزز المعنويات ويمتن الاستقرار، باعتبارهما جوهر العدوان على سورية وجوهر الدفاع عنها أيضاً.
شفافية وشمولية وواقعية ومنطقية الطرح الذي قدّمه السيد الرئيس بشار الأسد، وتشخيصه الواقعي والدقيق والعلمي والعملي لكلّ القضايا والملفات على اختلافها وتعددها، كان لها بالغ الأثر في نفوس وعقول وقلوب الشعب الذي أثبت وللعالم أجمع قوته الحديدية وإرادته الفولاذية بتأقلمه مع الظروف وتطويعها لصالحه لا بالاستسلام لها، وهذا هو الاستثمار الحقيقي والجدي والفعّال لا بل أنه الوصفة الأهم في العالم بأسره للنمو الاقتصادي والتضامن الاجتماعي، وهذا ما يجب على السلطتين التشريعية والتنفيذية تدعيمه وتمتينه وإرساء قواعده من خلال الخطط الناجحة والتشريعات والقوانين السليمة التي تعزز من صمود وقوة المواطن وتنظم العلاقة بينه وبين مؤسسات الدولة، وتخلق تكافؤ الفرص والعدالة وتعزز الانتماء للوطن.
نعم الاستثمار “هذا العنوان العريض في هذا الظرف الدقيق الذي فرضته ظروف الحرب”، هو واحد من الكلمات المفتاحية الهامة جداً، التي تحتاج إلى تحرك “فوري وعاجل ” وقفزة من نوع خاص جداً، أولاً: لنزع وإزالة كل المعوقات والصعوبات والتعقيدات في وجه تشميل كل أنواع الاستثمارات، وثانياً :لإعادة ترتيب الأولويات “من المهم إلى الأهم” وإعطاء الأهمية في المرحلة الحالية والمستقبلية للاستثمارات الصغيرة والمتناهية الصغر ودعمها والأخذ بيدها “من خلال التسهيلات والمزايا التفضيلية …”، نظراً لقدرتها ومرونتها وفاعليتها الكبيرة على حمل الاقتصاد الوطني، وتحمل الضغوطات ومواجهة الحصار والعقوبات، فضلاً عن كونها أكثر تنوعاً وأكثر توزعاً جغرافياً وأكثر اعتماداً على الموارد المحلية “المادية والبشرية” لا الاستيرادية، وكلفها أقل وتمويلها أسهل، ودورتها الإنتاجية أقصر، ونتائجها وفوائدها الاقتصادية أسرع.
عندها يمكن الحديث عن التراجع التدريجي لفاتورة الاستيراد، وعن قوة رأس المال الوطني المبادر الشجاع لا الجبان.
الكنز – عامر ياغي