يمر ويخطف من يشاء، تمتلئ بهم صفحات الفضاء الأزرق.. بضع ساعات ويعبرون منه، ليبقى أحبتهم يتصارعون مع ذكراهم.
إنه الموت على طريقة (2020) يحصد أرواحاً كثيرة بسرعة البرق، وبين كل استراحة وأخرى توجعنا ضرباته خاصة حين يقترب ممن اعتقدنا في لحظة أنهم بمنأى عنه، ربما لأن الوقت معهم يمر بيسر وسعادة فلا نتوقع رحيلهم حتى لو كنا نتابعهم عبر شاشات صماء.
مؤخراً اختطف الموت رجاء الجداوي إحدى جميلات الفن المصري، رحلت بطريقة تراجيدية حيث تصارعت طوال أكثر من شهر مع وباء مازلنا نتلمس كنهه..
واليوم (مرارة) جميلة الكوميديا المصرية شويكار، تنفجر لتغادرنا بعدها سريعاً.. وبات يحتسب للموت أنه صاحب ذوق رفيع..
شويكار المولودة من أب تركي وأم شركسية، مزيج أعطاها جمالاً لايستهان به، مفعم ببساطة وعفوية مع خفة دم أصيلة، بدت خلطة مبهجة في الفن المصري…
مختلف الأقلام التي رثتها أصرت على ربط تاريخها الفني والشخصي مع الممثل الكوميدي الراحل فؤاد المهندس، حيث شكلت معه ثنائياً من أنجح الثنائيات الفنية، سواء على خشبة المسرح حيث لا يمكن أن ننسى “إنها حقاً عائلة محترمة”، “سيدتي الجميلة”، “السكرتير الفني”، و”أنا وهو وهي”، أو على شاشة السينما “سفاح النساء”، “إجازة غرام”، “مطاردة غرامية”، “هارب من الزواج”…
انتقلت بخفة كما تفعل في أدائها ما بين المسرح والسينما والدراما.. حيث بلغ رصيدها الدرامي ما يقارب (20) مسلسلاً من بينها “ترويض الشرسة” و”امرأة من زمن الحب” و”سر علني” الذي يعد آخر مسلسلاتها عام 2012.
حين يداهمك خبر رحيلها.. وتحاول تحديث نتاجها في ذهنك، تكتشف سخرية الحياة وعبثيتها القاسية، من بذخ الصبا والجمال إلى وحشية الشيخوخة.. والمرض والرحيل…
تتلبسك الحالة بعض الوقت، سرعان ما تعبرها وتعود إلى الطابور ترتدي كمامتك علها تسد منافذ وصول الفيروس اللعين…!
رؤية – سعاد زاهر