الثورة أون لاين:
سلّطت دراسة حديثة الضوء على مخاوف العلماء من أن تزيد الجزيئات الدقيقة من مخاطر العقم والسرطان، بعد العثور على تلوث باللدائن الدقيقة في الأعضاء البشرية، إذ يعدّ الخبراء من جامعة ولاية أريزونا أول من أظهر أن جزيئات البلاستيك الصغيرة – التي تتشكّل عندما تتحلّل المواد البلاستيكية الكبيرة – يمكن أن تدخل أنسجتنا، وعادةً ما يكون عرض اللدائن الدقيقة أقل من 0.2 بوصة (5 مم) ، ولكن ما يسمّى بجزيئات البلاستيك النانوي يمكن أن تكون صغيرة مثل خمسين من عرض شعرة الإنسان.
حيث أثبتت الدراسات السابقة أنّ الجسيمات يمكن أن يلتهمها الإنسان والحيوان – مثل مياه الشرب – وتمرّ عبر الجهاز الهضمي.
ومع ذلك فإنّ أحدث النتائج هي الأولى التي تظهر أنه يمكن أن تتراكم أيضاً داخل الأعضاء البشرية بما في ذلك الكلى والكبد والرئتين، على الرغم من أن الآثار الصحية لهذا التراكم على البشر غير معروفة، فقد ربط الخبراء تلوّث البلاستيك الدقيق بالالتهابات والعقم والسرطان في الحيوانات.
وقال مؤلف الورقة وعالم الأحياء تشارلز رولسكي من جامعة ولاية أريزونا فى تيمبي: “يمكنك العثور على مواد بلاستيكية تلوث البيئة في كلّ مكان تقريباً على الكرة الأرضية، في غضون بضعة عقود قصيرة، انتقلنا من اعتبار البلاستيك ميزة رائعة إلى اعتباره تهديداً، هناك دليل على أن البلاستيك يشقّ طريقه إلى أجسامنا، لكن القليل من الدراسات قد بحثت عنه، وفي هذه المرحلة، لا نعرف ما إذا كان هذا البلاستيك مجرد مصدر إزعاج أم إنه يمثل خطراً على صحة الإنسان”.
وطوّر الفريق إجراءً لاستخراج البلاستيك من الأنسجة، وبعد ذلك يمكن تحليلها باستخدام مقياس طيفى μ-Raman لتحديد المواد المختلفة بما فى ذلك البولى كربونات والبولى إيثيلين والبولى إيثيلين تيريفثاليت.
ويستخدم البولى كربونات في صناعة حقائب الكمبيوتر المحمول والهواتف المحمولة والأقراص المدمجة وأقراص DVD وزجاج الأمان، بينما تستخدم كثافات مختلفة من البولي إيثيلين لصنع كل شيء من أكياس التسوق والأغلفة البلاستيكية إلى أنابيب الصرف والسترات الواقية من الرصاص.
وفي الوقت نفسه، تُستخدم مادة البولي إيثيلين تيريفثاليت – المعروفة باسم PET – في صناعة ألياف الملابس والزجاجات البلاستيكية وحاويات الطعام.
ووجد الفريق أنّ التلوث البلاستيكي كان موجوداً في كلّ عينة من الأنسجة التي قاموا بتحليلها – بما في ذلك Bisphenol A (BPA) ، وهي مادة لا تزال تُستخدم في صنع أنواع عديدة من حاويات الطعام على الرغم من المخاوف بشأن سلامتها.