الثورة أون لاين – ادمون الشدايدة:
لا تزال المظاهرات الاحتجاجية ضد العنصرية ترخي بظلالها على الشارع الأميركي في وقت تحتدم فيه الصراعات بين مرشحي الرئاسة الأميركية لاسيما مع ترشيح جو بايدن رسمياً عن الحزب الديمقراطي.
تداعيات جريمة مينابوليس العنصرية تدفع الأمور في الولايات المتحدة نحو المزيد من المواجهة والصدامات، خاصة مع خطاب الكراهية الذي لا ينفك ترامب يثيره في المجتمع الأميركي، وتترجمه شرطة البيت الأبيض عبر ممارساتها القمعية بحق المحتجين، حيث أضرم محتجون النار في مبنى حكومي بمدينة بورتلاند الأمريكية ورشقوه بالحجارة، وهشموا نوافذه ما دفع الشرطة للحديث عن حدوث شغب بعد أسبوعين من احتجاجات مناهضة للعنصرية كانت سلمية في معظمها.
وبحسب “رويترز”، فإن المحتجين أضرموا النار في صناديق قمامة، وشوهدت النيران داخل المبنى، وكشف مقطع بثه التلفزيون عن أشخاص يرشقون المبنى بالحجارة ،وحطاما مشتعلا في الشارع.
ونظمت حركة (حياة السود مهمة) احتجاجات في أنحاء الولايات المتحدة في الشهور الماضية بعد وفاة المواطن الأسود جورج فلويد أثناء احتجاز الشرطة له في 25 أيار بعدما جثم رجل شرطة أبيض بركبته على عنقه لنحو 9 دقائق.
وأحيانا كانت الاحتجاجات تشهد عمليات إحراق وعنف في بعض المواقع ومنها بورتلاند. وتكررت الاشتباكات بين قوات الأمن التي تم إرسالها إلى المدينة الواقعة في شمال غرب البلاد وحشود المحتجين الذين استهدفوا مبنى المحكمة الاتحادية هناك.
وعلى صعيد المنافسات المحتدمة لخوض الانتخابات الرئاسية القادمة، أعلن مؤتمر الحزب الديمقراطي خلال مؤتمره العام ترشيح جو بايدن رسميا لمنافسة الرئيس الحالي دونالد ترامب.
وحصل بايدن على أكبر عدد من أصوات الوفود الحزبية من ولايات وأقاليم البلاد خلال مؤتمر الحزب العام الذي انعقد بشكل افتراضي بسبب وباء الفيروس التاجي.
وبالمناسبة زعم الرئيسان الأمريكيان السابقان، بيل كلينتون وجيمي كارتر، أن بايدن لديه الخبرة والنزاهة لاستعادة أمريكا التي دمرها الوباء.
وقال كلينتون في تسجيل مصور منتقدا الأوضاع الحالية في البيت الأبيض: “في وقت مثل هذا، يجب أن يكون المكتب البيضاوي مركز قيادة… هو بدلا من ذلك مركز عاصفة. هناك فوضى فحسب”. شيء واحد فقط لا يتغير قط، إصراره على إنكار المسؤولية وإلقاء اللوم.
في غضون ذلك أعلنت خدمة البريد الأميركي أنها ستعلق إدخال تغييرات على المؤسسة أثارت مخاوف من إبطاء خدمة التسليم، إلى ما بعد انتخابات تشرين الثاني.
وتواجه خدمة البريد عاصفة سياسية بدأت في الآونة الأخيرة منذ أن أعلن ترامب إنه يعارض تمويلا إضافيا للوكالة التي تعاني من صعوبات مالية، والمتوقع أن تتعامل مع أعداد كبيرة من بطاقات الاقتراع البريدي في انتخابات تشرين الثاني، بسبب جائحة كوفيد-19.
يذكر أن مدير الهيئة العامة للبريد لويس ديجوي، حليف ترامب تولى منصب مدير الهيئة العامة للبريد في حزيران ،وأشرف على إزالة صناديق لجمع البريد ومعدات فرز ، إضافة إلى تقليص ساعات العمل الإضافية، وهو ما قال مسؤول نقابي لوكالة فرانس برس إنه يبطئ التسليم على مستوى البلاد.
ويواجه ديجوي ضغوطا من الكونغرس على خلفية الإصلاحات التي يسعى لتطبيقها.
فقد أثارت الإصلاحات وتصريحات ترامب اتهامات من المعارضة الديموقراطية بأن البيت الأبيض يسعى لتقويض الانتخابات التي يخوضها ترامب ويسعى فيها للفوز بولاية ثانية.
وكانت رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي قد دعت المجلس للانعقاد لمناقشة المسائل، ومن المتوقع أن يمثل ديجوي أمام لجان في غرفتي المجلس هذا الأسبوع والأسبوع القادم.
ويأتي هذا الجدل في وقت لا تزال محادثات البيت الأبيض وقادة الحزب الديمقراطي، بشأن حزمة تحفيز إضافية للاقتصاد الأميركي أمام حائط مسدود