الثورة أون لاين- راغب العطيه:
كعادتها تواصل الدول الغربية تدخلاتها بالشؤون الداخلية للدول المستقلة بشكل مناف للقانون الدولي، وهدفها في ذلك نشر الفوضى وحالات عدم الاستقرار في الدول المستهدفة التي لا تسير بحسب التوجهات الأميركية، ومن أحدث السياسات الغربية الهدامة على الساحة الدولية، ما يجري في دولة بيلاروس هذه الأيام ، حيث الأموال الأوروبية يتم ضخها بكافة الأشكال إلى داخل هذا البلد لاستخدامها في شراء الذمم وتمويل الفوضى.
الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو رفض بشكل قاطع تدخل الدول الغربية في بلاده، داعياً إياها إلى الالتفات إلى مشاكلها الداخلية والاهتمام بالاحتجاجات التي تعم ربوعها مثل مظاهرات السترات الصفراء في فرنسا أو الاحتجاجات ضد العنصرية في الولايات المتحدة الأميركية وبعض الدول الأوروبية.
وقال لوكاشينكو في اجتماع لمجلس الأمن الوطني اليوم: الدول الغربية تعلن بشكل مباشر بالفعل، ودون أي مواربة عن جمع الأموال التي يتم إرسالها إلى بيلاروس، مشيراً إلى أن السلطات البيلاروسية لا يمكنها تتبع جميع الأموال التي تأتي إلى هنا، لأن الكثير منها تأتي نقداً، لكننا نعرف ذلك وسنركز على هذه القضية.
لوكاشينكو وبحسب وكالة أنباء بيلتا البيلاروسية نصح الأوروبيين قائلاً: أود أن أنصحهم ببساطة، قبل أن تشيروا إلينا بأصابعكم، ضعوا على جدول أعمال اجتماعاتكم قضاياكم “السترات الصفراء” في فرنسا، وأعمال الشغب الرهيبة في الولايات المتحدة، وانظروا في المقام الأول في الاحتجاجات ضد إجراءات العزل لمكافحة فيروس كورونا في ألمانيا ودول أوروبية أخرى.
وقال لوكاشينكو: إن التدخلات الخارجية غير مسموح بها في أوضاع البلاد، وأن الدولة سترفض ذلك بكل قوة.
الاتحاد الأوروبي وفي دليل إثبات قوي على لهاث الدول الأوروبية لنشر الفوضى والعنف في بيلاروس، قال بكل صفاقة في بيانه الذي نشرته الدائرة الصحفية للمجلس الأوروبي ووقعه رئيس مجلس أوروبا شارل ميشيل أنه لا يعترف بنتائج الانتخابات الرئاسية التي تم تنظيمها في 9 آب الجاري، وزعم بأن انتخابات 9 آب لم تكن حرة ولا نزيهة، لذلك لا يعترف بنتائجها حسب ماورد في البيان.
وعلى الرغم من أن هذا البيان لا يحمل طابع البيان الرسمي للمجلس الأوروبي الذي يوافق عليه جميع قادة دول الاتحاد إلا أنه يلخص نتائج مناقشات قادة الاتحاد الأوروبي.
وكان رئيس البرلمان الأوروبي ديفيد ساسولي، وفي دليل على التدخل السافر في شؤون دولة مستقلة، قال اليوم في كلمة له أمام قمة الاتحاد الأوروبي الاستثنائية التي التأمت عبر دائرة فيديو مغلقة لمناقشة الأزمة في بيلاروس: على عاتق الاتحاد الأوروبي واجب دعم مطالب المواطنين لإجراء انتخابات (رئاسية) جديدة في أسرع وقت ممكن، وضمان التحقق ومحاسبة مرتكبي أعمال العنف والتعذيب، وفي ذات الوقت تبني عقوبات في أقرب وقت ممكن.
بالمقابل أكدت روسيا أن الوضع في بيلاروس شأن داخلي ويجب أن يبقى ضمن الإطار القانوني.
وقال الناطق الرسمي باسم الكرملين دميتري بيسكوف في تصريحات صحفية اليوم الأربعاء: بيلاروس هي من دولتنا الموحدة، وبلدنا الشقيق، ومواطنو هذا البلد هم أشقاؤنا، نحن نتعامل مع كل ما يحدث في بيلاروس على أنه شأن داخلي لهذا البلد، ونعتقد أنه ينبغي على الجميع فعل كل ما هو ضروري وتهيئة الظروف للحفاظ على الوضع ضمن الإطار القانوني الذي يمكن من خلاله إجراء الحوار اللازم.
وكانت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا قد أكدت في وقت سابق، أن هناك محاولات للتدخل الخارجي بالشؤون الداخلية لجمهورية بيلاروس تهدف إلى تقسيم مجتمعها