قد لا يفتحه مجدداً

لا يستطيع أن يقاوم رغبته في فتح الباب، لا يلوم زوجته إن فقدت ضحكتها، هو بالكاد يحتفظ بعقله، أغلق الباب بهدوء ركب سيارته ومضى باتجاه أقرب طبيب..

اوجاع ظهره تكاد تقتله..”هذا ماكان ينقصني” ، يقول في سره وهو يضع كمامة طبية ابتاعها من أقرب صيدلية…تناول هاتفه يجري كل اتصالاته المؤجلة، ما إن اقترب من عيادة الطبيب حتى بدا المساء لطيفاً نسمات افتقدها في هذا الصيف الحار..

المتسول الذي حاصر سيارته منذ بعض الوقت، رق قلبه له، وهو يتذكر أولاده، سرعان ما أدار وجهه وابتعد …حين وصل إلى العيادة الصغيرة بدا واضحاً أن لا أحد مهتم بالكورونا..هل أوجاع ظهرهم أقوى من مخاوفهم…؟!

الخوف من الفيروس اللعين، منعه من الجلوس، ما إن انتهت معاينة الطبيب التي أقرت بوجود ألم وترهل والتصاقات في ظهره سببها جلوسه الطويل يعجن الأفكار ويخبزها ليتذوق لقمة عيش لم يهنأ بها يوماً…!

غادر العيادة ممتناً، بعد أن تلمس كل هذا الضجيج المسائي لألم بشري لايهدأ ونحن على قيد الحياة، انطلق باتجاه أحد الاسواق محاولاً أن يتذكر كل ما طلبته زوجته، بدا جولته المعتادة في السوق …اشترى من أول بائع صادفه، محاذراً الاقتراب ضاحكاً في سره وهو يرى الكمامات تتناثر على الذقون والأفواه والرأس…

حين غادر لم ينتبه إلى المبلغ الكبير الذي أنفقه على مشتريات لن تكفي سوى بضعة أيام كان ذهنه منشغلاً ..بجلسات العلاج الفيزيائي..وبكيفية الحصول على أدويته…

لم يتمن شيئاً قدر نزع الكمامة وهو ينقل الأغراض إلى السيارة، بينما تتساقط حبات العرق هاربة من تحتها.. اختار أن يضع الأكياس فوقها.. بينما تمسك يده بهلع بالمفتاح، قائلاً في سره.. أضحى ملوثاً بالتأكيد..

بينما يدخل سيارته مترنحاً يتحدث كأنه يفاوض نفسه: “أنا القادم قبل بضعة أيام.. من عمل جنيت منه بعض المال.. أصاب بكل هذا الأنين.. فما بال المكبلين بضيق الحال؟”، شق طريقه وسط الزحام، وما إن أصبح باتجاه الربوة.. حتى أمسك هاتفه.. أتاه صوتها مرتبكاً، متفاجئاً.. لم يدرأهو سبب ارتباكها.. أم صراعه مع كل هذا الإنكار لأبسط حقوقه في الحياة..؟

أغلق باب سيارته عائداً… هاهو يهرع إلى منزل انتظر دخوله منذ حوالي العام.. هذه المرة فتح الباب.. وأغلقه ولديه رغبة ملحة ألا يعاود فتحه مجدداً..!

رؤية – سعاد زاهر

آخر الأخبار
جميع الشركات أكملت تجهيز مواقعها.. معرض دمشق سيكون نموذجاً وطنياً مميزاً.. وترتيبات مبهرة بحفل الافت... الرئيس الشرع يستقبل وفداً من الكونغرس الأميركي لبحث ملفات الأمن ورفع العقوبات رسالة معرض دمشق الدولي بدورته الجديدة.. الانفتاح والشراكة مع العالم دمشق ترحب وتعتبر رفع العقوبات الأميركية تحولاً نوعياً يمهّد لمسار تعاون جديد تعزيز التعاون في مجال الطوارئ والكوارث بين سوريا والعراق معرض دمشق الدولي.. بوابات اقتصادية وآمال مشروعة لانفتاح أكبر "الرقابة المالية":  فساد "ممنهج" بتريليونات الليرات استهدف معيشة السوريين مباشرة جمعية "موصياد" التركية: فتح آفاق للتعاون مع سوريا وإطلاق منتدى اقتصادي دولي معرض دمشق الدولي.. منصة متكاملة لتبادل الخبرات والمعارف وعقد الاتفاقات تطوير العلاقات الاقتصادية بين "غرف التجارة السورية" و"التجارة والصناعة العربية الألمانية" محطة وطنية بامتياز.. في مرحلة استثنائية رسمياً ... الخزانة الأميركية تُعلن رفع العقوبات المفروضة على سوريا اجتماع جدة: إسرائيل تتحمل مسؤولية جرائم الإبادة في غزة معاون وزير الصحة يتفقد أقسام مستشفى درعا الوطني سعر الصرف يتراجع والذهب يحلق الحملات الشعبية في سوريا.. مبادرات محلية تنهض بالبنى التحتية وتؤسس لثقافة التكافل عودة نظام سويفت تدريجياً.. خبير اقتصادي  لـ"الثورة": استعادة الروابط المالية وتشجيع الاستثمار نقطة تحول كبرى.. سوريا خارج قوائم العقوبات المالية والتجارية لمكتب "OFAC" الأميركي المبادرات الشعبية بريف إدلب... تركيب أغطية الصرف الصحي في معصران نموذجاً العمارة المستدامة في قلب مشاريع الإعمار.. الهندسة السورية تتجه نحو الأخضر