الخبرة الثقافية السورية ضاربة جذورها في أعماق التاريخ وأسطورة بجماليون تلهم الشعراء والكتاب العرب

الثورة أون لاين- فاتن أحمد دعبول:

“في كلمته الافتتاحية للعدد 681 لشهر حزيران للعام 2020 بين محمد الأحمد وزير الثقافة أن” تاريخ الثقافة الوطنية السورية حافل بالمآثر العظيمة، وقد حمل المثقف السوري ابن الثقافة العريقة مشاعل التنوير منذ العصور القديمة إلى عصرنا هذا، وأدرك أن رسالته التاريخية الرائدة تكمن في معركة الوعي القومي وفي صياغة الإنسان المعاصر وفكره الحديث الذي يشكل محتواه الإنساني نقطة ارتكاز وانطلاقاً نحو الآفاق الجديدة ..”
وأكد ناظم مهنا رئيس التحرير في كلمة العدد على العلاقة التي تربط بين السينما والشعر فعلى” الرغم من أن اللغتين مختلفتين إلا أن ثمة تواشجا وتداخلا بين الفنين، وفي كثير من الأحيان حين نسمع تعليقا على فيلم جميل من معلق أو ناقد تتردد العبارة” الفيلم قصيدة شعرية مدهشة ..”
وفي باب الدراسات والبحوث يتوقف د. ثائر زين الدين عند أسطورة بجماليون وجالاتا وتأثر الشعراء العرب بها، يقول” ألهمت أسطورة بجماليون الإغريقية الكثير من النحاتين والمصورين فأبدعوا أعمالا فنية جميلة ، منها لوحة جان راوكس” بجماليون وجالاتيا” الموجودة في اللوفر، والتمثال الذي أنجزه الفنان إيتين موريس فالكونت من مقتنيات الأرميتاج .
وكتب توفيق الحكيم في مقدمة مسرحيته” بجماليون” ماإن وقع نظري عليها منذ نحو سبعة عشر عاما حتى حركت نفسي فكتبت وقتئذ قطعة” بين الحلم والحقيقة”
ويضيف د. زين الدين أن تأثير الأسطورة لم يتوقف في المسرح والفنون النثرية، بل لعل الشعر كان أكثر استجابة حتى لدينا نحن العرب من مثل قصائد أحمد زكي أبو شادي، علي محمود طه، بدوي الجبل، عمر أبي ريشة وبديع حقي ..”
والبحث غني بشواهده المتنوعة التي تؤكد بأن الفن قادر على بعث الحياة من الجمادات، من الموات .. وأن الفن قادرعلى هزيمة الزمن عندما نحول الحياة عامة والجمال الإنساني خاصة إلى عمل فني خلاب .
ونذهب مع د. خليل المقداد في رحلته إلى مدينة حلب الأثرية العريقة التي تعود بقدمها إلى العهود الموغلة يقول” دخلت حلب في معترك الحياة العالمية بكامل مقوماتها السياسية والعسكرية والاقتصادية والثقافية منذ فجر الحضارات، وبدأ تأريخ هذه الأحداث منذ وقت مبكر، وكلما توسعت الحفريات الأثرية وتعمقت داخل المدينة أو في منطقتها نجد أن تاريخها يزداد تعمقا .
ويختم رئيس التحرير بآخر الكلام عن” الوضع البشري” يقول: إن عالم النفس الاجتماعي إريك فروم قدم تصوراته من أجل إنقاذ الإنسان من كارثة سيكولوجية واقتصادية قائمة أو محتملة رسم من خلالها ملامح للإنسان الجديد الذي يستعيد جوهره وكينونته ويصلح أن يكون نقطة انطلاق لكل مجتمع يصبو لتغيير واقعه وبناء إنسان مغاير ويحدد ذلك بأربعة شروط” المعاناة، الكشف عن الأصل في الحالة السيئة التي من أجلها نعاني، وأن نتبين أن ثمة مخرجا من حالتنا تلك، أما رابعا فهو أن نقبل فكرة أنه لكي نتجاوز تلك الحالة يجب علينا أن نتبع طرائق معينة في المعيشة، وأن نغير ممارساتنا الحياتية.
ومن نافذة الثقافة نطل على صدى المعرفة تعدها ريما محمود فقد كتبت عن محمد البغدادي البروفيسور السوري والأستاذ الجامعي المتخصص في الفيزياء النظرية وصاحب أول موسوعة عربية ضخمة في الفيزياء، ومن أقواله” لايمكن لأمة أن تتقدم إلا إذا درست وتعلمت وبحثت بلغتها الأم”.
أما كتاب المعرفة الشهري فهو للكاتب هاماسينغ من أشهر الكتاب الأرمن، والقصة بعنوان” ميجو” ترجمة نظار، ب، نظاريان،
ومن الإصدارات الجديدة كتاب سورية المعاصرة للدكتور خالد محمد حسين، وكتاب مخاض طفل في خاصرتي للمؤلف نزار مزهر، وكتاب عصارة حياة للكاتب نزار الشيخ سعيد، ومختارات من روائع القصص الروسية ترجمها الدكتور أيمن أبو شعر.
ومن العناوين اللافتة التي توقف عندها العدد الجديد من مجلة المعرفة” دروب محترقة شذرات لكبار الصوفية، الثقافة سلطة، أدب التحول”