الثورة أون لاين:آنا عزيز خضر
مشاهد تتصل وتنفصل، تتلاحق مسرعة، تلهث وتلهث وﻻ تصل إلى النهاية، كثيرة هي الأوجاع المؤلمة، والجراح الهائلة، والمصائب التي مهما أنهكت الأرواح يبقى الحب الذي يجعلنا نتمسك بالوطن سورية.
التمسك رغم كل ما فيها من النكبات والصدمات، فإننا على موعد مع الأمل بشكلٍ دائم. نتحدى كل الظروف ونحافظ ما أمكننا على الجانب الإنساني الوحيد الذي يحفظ مكانة الإنسان السوري، والقيم الإنسانية التي جعلته ورغم كل الظروف التي أطبقت عليه، يتمسك بالحب الذي يرى فيه بصيص الأمل الذي لا بد أن يأتي في النهاية. الحب والرجاء الذي يكون بين طرفين كما بين جميع الناس.
محطات كثيرة يمر فيها الفيلم القصير “بتحبني وشهقت بالبكي” الذي نال جائزة أفضل فيلم في مسابقة الفيلم المدني القصير، وهو من تأليف “عصام حبال” و إخراج “حازم بخاري” وتصوير “عبد العزيز حبال”. إنتاج “جمعية ساعد”.
الفيلم يجمع في مجرياته بين الطابع الدرامي والوثائقي، وقد تحدث كل واحد من المشاركين فيه عن تجربته الخاصة وسط الحرب التي عانى منها وطنه. تحدث عن آلامه وطموحاته وأصدقائه الذين عاشوا المعاناة بسبب خطفهم.. تحدث عن الأمل الذي عاشه خلال بقائه في سورية، وعن الخلاص من المعاناة التي زادته إصراراً على التحدي، ودفعته للاستمرار في الدعوة إلى العمل والتطوع، وإلى كل ما قال فيه بعض المشاركين في الفيلم: “نحن هواة نحترف الأمل للمساعدة، ونشر فكرة التطوع”.
حول الفيلم تحدث المخرج “حازم بخاري” قائلاً لنا: “ﻻ شك أن العمل الفني هو فكرة علينا إيصالها بالأسلوب المناسب بغض النظر عن الجائزة، ما يهمني هو أن العمل يلخص مشهد حياتنا الذي يحتاج أعمالاً وأعمالاً لنقل ما حصل على الأرض السورية، من معاناة ونكبات وآلام. لكن ﻻ بد من أن نشهر هذه الآلام أملاً بالخلاص من كل المآسي التي نمر بها، والتي لا يمكن أن تمنع الناس من أن تستمر وتتشبث بوطنها وأناسه، ومن التمسك بحياتها وقيم التعاون والمحبة والإرادة والأمل”.