الثورةأون لاين- فؤاد مسعد:
بعد توقف لفترة من الزمن بسبب الإجراءات الاحترازية للوقاية من فيروس كورونا دارت كاميرا المخرج عبد الغني بلاط مجدداً معلنة استكمال عمليات تصوير المسلسل (بعد عدة سنوات) تأليف بسام جنيد وإنتاج المؤسسة العامة للإنتاج التلفزيوني والاذاعي ، ويشارك في بطولة العمل عدد من الفنانين ، منهم : ميلاد يوسف ، سعد مينه ، ديمة قندلفت ، روبين عيسى ، سوار الحسن ، كرم شعراني ، محمد حداقي ، نانسي خوري ، ريم زينو ، هبه زهرة ، سلوى جميل ، أسامة السيد يوسف ، علا باشا ، وسيم الرحبي .
المخرج عبد الغني بلاط الذي يعزو سبب غيابه لفترة إلى أنه بالأساس مُقل في العمل يؤكد ألا علاقات لديه مع المنتجين ، وحول مسلسله الجديد يوضح أنه يندرج ضمن إطار الدراما الاجتماعية وتدور أحداثه في زمنين ، فهناك زمن الرواة (عام 2014) والزمن الأقدم الذي تعود الأحداث فيه عبر الفلاش باك إلى الوراء ، يقول :
يلامس المسلسل وجع الناس ويُبيّن كيف كنا نعيش قبل الأزمة ، ونحكي من خلال الراوي قصة عائلة وحارة وعلاقات الحب الجميلة المختلفة ، والأهم أن العمل يُظهر روح الشهامة عند الشخصيات ، الأمر الذي قل حضوره في الدراما خلال الفترة الماضية لصالح حضور الأكشن والكثير من الشر ، وفي العمل هناك عودة لدراما العائلة ، فنرى (أبو نورس) الرجل الشهم الذي لديه منشرة وقد بنى فوقها طابقين ، قام بتأجير أحدها وسكن مع عائلته في الآخر ، ولديه ثلاثة أبناء وبنت . وقد شعرت بحماس للمسلسل لأنه جميل جداً والكاتب بسام جنيد يمتلك هماً عاماً .
يؤكد المخرج أن لكل شخصية حكايتها وتفاصيلها وسماتها ، وحول كيف أظهر الرواة ، يشير إلى أن (معروف) وهو أحد أبناء العائلة يترك الأسرة بعد أن جرى معه حدث مهم ليعيش ضمن غرفة في مكان ناءٍ ، وهناك يلتقي تحت صوت إطلاق النار فتاة إعلامية تريد أن تكتب مقالات ، فيجتمعان في الغرفة وينبشان الماضي ويقص عليها حكاية العائلة ، أما حول ما يحمل العمل من مقولات ورؤى ، فيقول : (المغزى الرئيسي هو إظهار حالة التناقض بين الآن وما قبل ، وكيف كان الناس يعيشون بمحبة وشهامة في حين تبدلت الأمور اليوم إلى حد بعيد ، وبتنا في وضع مختلف وأصبح هناك أزمة أخلاق إضافة للأزمة المعيشية) ، وحول عوالم الجذب التي يحملها العمل وإن كانت ترتكز على الحكاية أم الدفء في العلاقات أم إظهار حميمة الصلات العائلية .. يجيب (ترتكز على ذلك كله ، إضافة إلى أن العمل يضم ممثلين جيدين ، وأعتمد أكثيراً على إظهار الحس ، فأحاول أن أعزز من النص وأضيف قيمة أخرى له عبر الإخراج) .
وعن رهانه في تحقيق النجاح وسط منافسة شرسة مع أعمال تقدم للجمهور وجبات من الأكشن والعنف والإثارة والبيئة الشامية وجماليات الطبيعة والعلاقات المنمقة ضمن الطبقة المخملية ، في حين يسبح عمله عكس التيار ، يقول : لقد فقدنا الأعمال الدرامية السورية التي كانت تحوي نفساً اجتماعياً وانسانياً ، وتم الاتجاه نحو النموذج الأمريكي في الشر والتشويق ، وهو نوع من بيع سلعة للناس لتُمسِكهم أكثر وأرى أن ذلك حالة من الابتزاز ، ولكننا هنا ندغدغ مشاعر الناس ضمن بيئة صحّية فيها محبة وحالة إنسانية تحاكي حيوات البشر ، ولكن للأسف هناك أعمال لم تقدم صورة صحيحة عن المجتمع ، في حين أن مجتمعنا فيه روح طيبة وناس خيرين.