ميادين الإنجاز بانتظار بلاغة الفعل

 في تاريخ الأمم والشعوب والأوطان، لا تكون البلاغة إنشاء لغوياً وخيالات وتهويمات على جمالياتها، وضروراتها، فمهما حلق الكاتب والمبدع في مثل هذه البلاغة إن كانت تقصد الوطن، فستكون يوماً ما، مجرد رصف للكلمات، إن لم تكن من الفعل الحقيقي، ومما رسخه أبناء الوطن واقعاً قبل أن يكون كلاماً وبلاغة، فالميدان هو الإنجاز الحقيقي، وعلى مختلف الصعد هو الأرض الخصبة التي تنطلق منها بلاغة الوطن.

ليست أي بلاغة، بلاغة أن يكون كلّ منا في ميدان عمله ينجز ويبني، ويرسخ ما أنجزه، في سورية لم تكن البلاغة خارج إطار الفعل الحقيقي والخصب، حين نادى الوطن أبناءه، كان الدم عطر هذا التراب، والعرق والبذل والتضحية، عشر سنوات مرت، من العدوان علينا، تحتاج مجلدات لتروي بعضاً ولو يسيراً مما بذله السوريون، أنجزوه، وبالوقت نفسه تقص ما حيك لهم، وضدهم.

اليوم، وبعد إنجاز استحقاق انتخابات مجلس الشعب، وصدور مرسوم رئاسي بتسمية أعضاء الحكومة الجديدة، ثمة صفحات من العمل الدؤوب يجب أن تنجز، ومن الضرورة أن تكون بلاغة الفعل قبل بلاغة الكلام، هنا من أربع سنوات ربما، وبالمكان نفسه، كتبنا قريباً من هذا، وقلنا ننتظر ميدان العمل، تحقق ما تحقق، وفي المنعطفات الكبرى، ليس علينا أن نعد ما أنجزناه، وإن كان ضرورياً جداً، بل أن نراكم المزيد، ونترك أمر الحديث لواقع وطني يروي ذلك.

لسنا في وارد فتح حساب، لا، بل في وارد أن نقول: السوريون قدموا، وضحوا، وثمة ضائقة نعبرها، ويقيننا أننا سوف نجتازها، فقد عبرنا الأكثر صعوبة، هذا يعني أن على حكومتنا أن تضع برنامج عمل بعيداً عن لغة إبعاد القريب، وتقريب البعيد، والدخول في دوامات الوعود التي ما إن يقترب وقتها حتى يقذف بنا إلى ملعب آخر، واقع عشناه سابقاً، المرحلة صعبة لكنها ليست مستحيلة، نحن الطاقات الكامنة فينا جميعاً، كلّ في موقعه ودوره، والعصا السحرية ليست بيد وزير أو فريق وزاري، إنها معنا يداً بيد، كتفاً بكتف، دولة مؤسسات تخطط وترسم، وحكومة تعمل على أرض الواقع تشيّد، تبني، تترك ميادين العمل تقول: ها هو الإنجاز.

في ميادين الحسم العسكري والسياسي، كانت الإنجازات التي يراها العالم كله، يقابلها صمود ووعي شعبي سوري، تقدم في الكثير من المراحل على وعي البعض من المؤسسات التي كانت خارج الفعل، وبقيت في حيز الوعد والتسويف، دورنا الآن أن نحمي ونبارك ما تحقق، والعمل يبدأ بنا معنا، من أجلنا وأجل وطننا وغدنا، ننتظر الفعل الذي يبدو أروع وأبعد غوراً من أي بلاغة ..نريد بلاغة الوطن والعمل.

نبض الحدث-بقلم امين التحرير ديب علي حسن

 

آخر الأخبار
وفد سوري يبدأ مهامه القنصلية في السودان لتسوية أوضاع الجالية وتقديم خدمات عاجلة مكافحة تهريب المخدرات في سوريا بعد سقوط المخلوع.. مساعٍ لاستعادة الثقة وضبط المنافذ الدوحة:ضخ الغاز الأذربيجاني إلى سوريا خطوة إنسانية واستراتيجية لتعزيز التعافي نحو بناء شراكة استراتيجية ... وفد سوري رفيع يزور باكستان لتعزيز التعاون الأمني مظلوم عبدي: اتفاق 10 آذار يفتح الباب لحل سياسي شامل وبناء جيش موحد في سوريا العودة الصعبة إلى ريف إدلب الجنوبي..حلم الإعمار يصطدم بواقع الدمار الدوبلاج.. الصناعة الراسخة والآمال المرجوة بعد توقف سنوات.. تجهيز بئر مياه تجمع «كوم الحجر» "موتوريكس إكسبو 2025" ينطلق الثلاثاء القادم رؤية وزارة التربية لتشريعات تواكب المرحلة وتدعم جودة التعليم العودة المُرّة.. خيام الأنقاض معاناة لا تنتهي لأهالي ريف إدلب الجنوبي منظمة "رحمة بلا حدود" تؤهل خمس مدارس في درعا مجلس مدينة سلمية.. مسؤوليات كبيرة و إمكانات محدودة إنقاذ طفل سقط في بئر مياه بجهود بطولية للدفاع المدني  المجموعات الخارجة عن القانون في السويداء تخرق وقف إطلاق النار هجمات " قسد " و" الهجري " .. هل هي صدفة  أم أجندة مرسومة؟! تجربة إقليمية رائدة لوفد من الاتصالات وحداثة النموذج الأردني في تنظيم قطاع الاتصالات والبريد  صعود الهجري وتعقيدات المشهد المحلي في السويداء.. قراءة في ملامح الانقسام والتحوّل  العائدون إلى ريف إدلب الجنوبي يطالبون بإعادة الإعمار وتأمين الخدمات الأساسية رغم التحديات الكبيرة.. انتخابات مجلس الشعب بوابةٌ للسلم الأهلي  اختيار الرئيس 70 عضواً هل يقود إلى ...