في قرية “مناطير الصفر” بريف حلب الشرقي… الفلاحون توقفوا عن زراعة أراضيهم بسبب نقص المازوت والأهالي يطالبون بزيادة مخصصاتهم من الخبز.. ومعالجة واقع المدرسة في القرية وتأمين كادر تدريسي
الثورة أون لاين – فؤاد العجيلي:
“بعيد عن العين بعيد عن الاهتمام” هكذا هو حال بعض قرى ريف حلب وخاصة التي تعرضت للتخريب والدمار وتهجير أهلها بفعل سيطرة العصابات الإرهابية، ولكن مع تحرير تلك القرى بدأ الأهالي بالعودة إلى قراهم ليساهموا في إعادة إعمارها وتطوير واقعها الخدمي والزراعي والتعليمي، وعودة الأهالي بحاجة إلى قليل من الاهتمام من قبل الجهات الحكومية، كما هو حال قرية “مناطير الصفر” التابعة لبلدة رسم الحرمل الإمام في منطقة دير حافر بريف حلب الشرقي.
بناء على شكوى تقدم بها الأهالي قامت صحيفة الثورة بزيارة القرية والاطلاع على واقعها الخدمي من كافة الجوانب واللقاء مع الأهالي، حيث تكشفت العديد من القضايا والمشاكل العالقة والتي يأمل الأهالي أن تجد طريقها إلى الحل.
رغيف الخبز وتلاعب بعدد الربطات والأرغفة
أشار الأهالي إلى أنهم يعانون من نقص حاد في رغيف الخبز نظراً لعدم تناسب ربطات الخبز المخصصة مع عدد السكان خاصة وأنه يتم جلب الخبز من فرن دير حافر أو فرن قرية المزبورة التي تبعد عن القرية 7 كم، علماً أن عدد سكان القرية نحو 2378 نسمة موزعين على 450 عائلة، وما يتم جلبه من ربطات الخبز 250 ربطة مزدوجة، الأمر الذي يطالب من خلاله الأهالي زيادة المخصصات بمعدل 200 ربطة إضافية بشكل يومي، إضافة إلى تعيين معتمدين رسميين من قبل مجلس بلدة رسم الحرمل، وخاصة أنه حالياً يتم التلاعب من قبل المعتمدين بعدد أرغفة الخبز حيث يتم تفريغ كل ربطة من 4 أرغفة بحجة توزيعها على أكبر عدد ممكن من السكان، إلى جانب بيع الربطة التي تحوي 10 أرغفة بمبلغ 145 ليرة.
مدرسة مهملة وتعليم دون رقابة..
ويضيف الأهالي خلال اللقاء أن الواقع التعليمي هو الأشد سوءاً لأنه يتعلق بمستقبل أبناء القرية، حيث يبلغ عدد تلاميذ المدرسة من الحلقة الأولى 280 تلميذاً وتلميذة ولا يوجد سوى معلمة أصيلة منقولة تحديد عمل من دير الزور وتقوم بمهام التعليم والإدارة بنفس الوقت إلى جانب وجود معلم وكيل، وتفتقر القرية إلى شعب صفية لمرحلة الحلقة الثانية “الإعدادي”، علماً أنه توجد مدرسة محدثة شرق القرية ولكن تعرضت للتخريب من قبل العصابات الإرهابية وهي بحاجة إلى أعمال ترميم بسيطة ويمكن أن تصبح للحلقة الثانية.
مديرة المدرسة والقائمة بعملية التعليم “تهاني الإستيفان” وخلال لقائنا معها أثناء قيامها بتعليم تلاميذ الفئة /ب/ أوضحت أنه ومن أجل النهوض بالعملية التعليمية فالمدرسة بحاجة إلى رفدها بعدد من المعلمين وبما يغطي الحاجة وعدد التلاميذ، إضافة إلى ضرورة الإسراع بترميم المدرسة الحالية من ناحية الأبواب والنوافذ ودورة المياه وخزان مياه للشرب، إلى جانب إعادة ترميم المدرسة الواقعة شرق القرية لتكون مخصصة للحلقة الثانية.
طرقات بلا تعبيد..
يشير أهالي القرية في شكواهم إلى أنه يوجد طريق يصل بين قريتهم إلى قرية المغاليج ورسم الخباز ويختصر المسافة إلى رسم الحرمل بمقدار 3 كم، وهذا الطريق بحاجة إلى تعبيد، كما يوجد طريق يصل من جامع القرية إلى المدرسة المحدثة الواقعة شرق القرية بطول 800 م بحاجة إلى تعبيد من أجل تمكين التلاميذ من الذهاب إلى المدرسة في حال تم ترميمها.
نقص مياه الشرب..
يؤكد الأهالي أن القرية بحاجة إلى مياه الشرب علماً أن الخط الرئيسي القادم من الفرات إلى حلب يبعد عن القرية 1 كم، مشيرين إلى أن مشروع مياه الشرب كان قائماً قبل سنوات الحرب العدوانية على سورية ولم يكتمل تنفيذه، وحالياً يعتمد الأهالي على مياه الآبار والتي معظمها ملوث وغير صالح للشرب.
إصلاح المنظومة الكهربائية..
مجمل الأعمدة والشبكة الكهربائية غير متضررة وهي بحاجة إلى إعادة إصلاح المراكز الكهربائية والإسراع بتزويد القرية بالتيار الكهربائي.
الحاجة إلى مازوت زراعي..
رئيس الجمعية الفلاحية للقرية إبراهيم أحمد العلي أوضح أن كمية المازوت الزراعي المخصصة للفلاح 100 ليتر للهكتار الواحد شهرياً وهي لا تكفي، ويوجد 60 مزارعاً مسجلاً في الجمعية، منهم 10 يستحقون المازوت الزراعي نظراً لقيامهم بزراعة المحاصيل الصيفية، وهنالك الكثير من المزارعين توقفوا عن زراعة أراضيهم نظراً لعدم تزويدهم بالمازوت الزراعي وعدم مقدرتهم على شرائه من السوق السوداء أو بالسعر غير المدعوم.
رئيس البلدة يوضح..
بعد ذلك توجهت صحيفة الثورة إلى بلدة رسم الحرمل للقاء رئيس مجلسها حسن العلي حيث أكد أنه يتبع للبلدة 17 قرية، وقد تم هذا العام إنجاز مخطط توجيهي للقرية، وسيتم معالجة وضع الطرقات الداخلية وتطوير واقع الخدمات، مشيراً إلى أنه سيتم تشكيل لجنة خدمية في القرية برئاسة رئيس الجمعية الفلاحية مهمتها متابعة كافة القضايا الخدمية والتواصل مع الجهات ذات العلاقة من أجل تأمين الخدمات الأساسية للأهالي ولا سيما موضوع رغيف الخبز حيث سيتم زيادة المخصصات وبما يتناسب مع عدد السكان الحاليين وبما يتوافق مع المواصفات والشروط المعتمدة من قبل حماية المستهلك من ناحية الوزن والسعر .
برسم محافظة حلب..
مجمل هذه القضايا نضعها برسم محافظة حلب ومكتبها التنفيذي كل حسب اختصاصه عسى ولعل أن تجد هذه القضايا طريقها إلى الحل خاصة وأنها بحاجة إلى متابعة ورقابة دائمة من قبل الجهات المعنية ولا سيما الوضع التعليمي وموضوع رغيف الخبز إلى جانب القطاع الزراعي.
تصوير: خالد صابوني