كلمة السيد الرئيس بشار الأسد التوجيهية للحكومة هي توجيهات استراتيجية ومنهاج عمل في المجالات كافة، خاصة فيما يتعلق بمسألة مكافحة الفساد، وهنا يبدو لنا دور الإعلام ومهام المسؤول، وهي مهام ليست مؤقته، بل هي مهام تكليف، ومهام اختبار لمن تم اختياره.
إذاً نحن أمام حكومة اختبار لذاتها، وهذا يفرض عليها أي الحكومة أن تثبت لنفسها أنها حكومة مرحلة صعبة جداً، وهنا يتبادر لأذهاننا الحديث عن الفساد ومكافحته، والمكافحة يجب أن تكون شاملة وعبر الإعلام الوطني الرسمي، هذا الإعلام الذي قال عنه السيد الرئيس إنه إعلام قد قام بدوره على ما يجب، هو إعلام دولة ووطن وليس إعلام حكومة، وهي شهادة نعتز بها ونفخر نحن العاملون في المؤسسات الإعلامية الرسمية كونه قد أنصفنا.
نعود لنقول الكلام عند الفساد ومرتكبيه قد لا يرضي الكثيرين ممن تلطخت أيديهم بممارسات خاطئة استفادوا من خلالها بمبالغ كبيرة، حتى أنهم قد أغلقوا أبوابهم وأبواب المؤسسات التابعة لهم بوجه الإعلاميين، أو لنقل ربما اشتروا بعض الأقلام الرخيصة التي تأخذ في تلميع صورتهم الغارقة بالفساد.
السيد الرئيس عندما يعطي دور المتابعة للإعلام لكشف الفاسدين، إنما يعطيه للأقلام النظيفة التي لا تخشى في قول الحق لومة لائم بعيداً عن المحاباة لهذا المسؤول أو ذاك، كما كان يحدث لصالح البعض، وثبت فيما بعد أن هذا البعض غارق في الفساد، ولا ننكر هنا أن العين الساهرة على حفظ مصلحة الوطن قد كشفت هذا البعض وهو الآن رهن المساءلة، وهذا بطبيعة الحال يقودنا للحديث عن المرحلة السابقة.
إذاً على الحكومة الجديدة دعم الإعلام بغية أخذ دوره الفعال من خلال تحقيق كل العناصر التي تؤمن له النجاح في كشف الفاسدين، بدلاً من وضع العصي في العجلات، فالإخلاص والتواضع أساس نجاح المسؤول في العمل.. الإخلاص والتواضع أهم طريق للحصول على ثقة الناس وعلى دعمهم، فنجاح الرسالة الإعلاميّة يُقاس بمدى تأثُّر الجمهور بها، فِكريّاً، وعمليّاً؛ لأنّ الرسائل الإعلاميّة تحمل في جوفها مضامين مُتعدِّدة تمّ بناؤها بأسلوب مُتقَن؛ لإيصال تلك الرسالة، وتمرير مضمونها بشكل غير مباشر في أغلب الأحيان، والوسيلة الإعلاميّة الفاعلة، والمُهمّة، هي تلك الوسيلة التي تُحقِّق أعلى نِسَب الانتشار، والتأثير في المجتمع.
فلنعمل جميعاً على كشف مكامن الفساد ونعري مرتكبيه.
حديث الناس – اسماعيل جرادات