يبدو أن رئيس حكومة العدو الإرهابي بنيامين نتنياهو المعروف بانتهازيته المفرطة واستغلاله الدنيء للظروف، يسابق الزمن لتنفيذ ما يمكن تنفيذه من “صفقة” أو خطة القرن، مستغلاً السباق الرئاسي الأميركي حيث يتبارى كل من المتنافسين على المقعد الرئاسي على تأكيد دعمها ومساندتهما للكيان الصهيوني سعياً وراء كسب ود وتأييد اللوبي اليهودي صاحب النفوذ الوازن داخل الولايات المتحدة، ومستثمراً في حالة العطالة والخمول العربية التي أعقبت “مهزلة” التطبيع ومسرحية “السلام” المزيفة التي يتم الترويج لها تحت عناوين ومبررات لم تعد تنطلي على أحد.
ففي كل يوم تطالعنا الأخبار بسلوكيات عدوانية جديدة تمارسها الحكومة الصهيونية بحق الشعب الفلسطيني المظلوم، منها اعتداءات جوية وبحرية على قطاع غزة، ومنها اغتيال مناضلين واعتقال محتجين في الضفة الغربية والقدس المحتلة، ومنها عمليات اقتحام وتدنيس للمسجد الأقصى والحرم الإبراهيمي، بالإضافة إلى مصادرة المزيد من الأراضي الفلسطينية والاستيلاء عليها استكمالاً لمشاريع الضم الاستيطانية التي تشكل لب الصفقة أو الخطة المشؤومة.
ما من أحد لديه ذرة عقل أو تفكير كان يتوقع من نتنياهو أن يفعل أقل مما قام به حتى الآن، وقد يفعل الأخطر في المرحلة القادمة، لأنه بلغ من الوقاحة والفجور حد المجاهرة بكل مخططاته، غير آبه باتفاقيات أو التزامات أو قوانين أو حقوق أو أعراف أو قرارات شرعية دولية، ففي عرفه وعرف منظومته الإجرامية يحق لإسرائيل ارتكاب كل ما يحلو لها من جرائم وانتهاكات بحق العرب، لأنهم مطمئنون أن لا جهة دولية تستطيع أن تحاسب حتى ولو اعترضت أو احتجت، ففي ظل الهيمنة الأميركية على معظم القرار الدولي ودأب واشنطن على منع محاسبة الكيان الصهيوني على جرائمه المتواصلة بحق العرب سيبقى هذا المجرم طليقاً يعربد متى يريد ومتى وجد مصلحة في ذلك.
ليس سراً أن نتنياهو يستغل نحو عشر سنوات من تسونامي الإرهاب الأسود الذي اجتاح منطقتنا تحت عنوان “الربيع العربي” وأضعف الموقف العربي كثيراً، فدول المواجهة وعلى رأسها سورية مشغولة بمحاربة الإرهاب الذي ابتليت به، إضافة إلى تحرير أراضيها في الشمال من المحتلين الأميركي والتركي، فيما باقي الدول العربية غارقة في أزمات أو حروب تستنزفها، أو متورطة وشريكة في مؤامرة تصفية الحقوق العربية، وهذا ما يسمح لنتنياهو مؤقتاً بتسجيل بعض النقاط، إلا أن ” الصحوة” العربية لن تتأخر، ففي كل مرحلة ثمة مفاجآت لا أحد يتوقعها قد تقلب الطاولة فوق رأس الكيان الصهيوني، فالمقاومة الجسورة ومحورها الصامد ما زالا بخير..!
لبقعة الساخنة – عبد الحليم سعود: