على ما يبدو مازالت الإدارة الأميركية تعيش عصر القطبية الواحدة , أو حلم أنها ما تزال شرطي العالم الذي يهش بعصاه على من يشاء وكيف يشاء , فالتدخلات السافرة التي يعلنها مسؤولو الإدارة الأميركية تجاوزت كل الحدود التي يجب أن تقف عند سيادة الدول وتحترمها على الاقل .
وليس آخر ما فعله بومبيو في التشيك نهاية المطاف , ومحاولته التدخل الفظ بما تقوم به الحكومة التشيكية , وفرض إملاءات بما تفعل وما لاتفعل ,ومن تدعو للاشتراك في مناقصة لبناء مفاعل نووي , ما حدا بالرئيس التشيكي إلى الرد على هذا التدخل السافر والوقح .
الأدوار التي تمارسها الادارة الاميركية في تدخلاتها باتت مكشوفة ومفضوحة , بدأ العالم يرفع صوته قويا للوقوف بوجهها لأنها تحمل فائض الغطرسة التي لا تحترم قيما ومواثيق الدول .
نهج واشنطن يقلده نظام أردوغان في الوقت الضائع والمستقطع الذي منحته إياه الادارة الاميركية نفسها , لعله يفتح ويمهد الطريق للمزيد من الثغرات التي تتيح لها التدخل حيث يكون هو , وقد حدث ذلك بالفعل , فمن صفر مشاكل مع الجيران صارت الاصفار ارقاما بلا نهاية مشاكل مع الجميع , ما اتاح للإدارة الاميركية بالتنسيق معه التدخل في الكثير من القضايا التي أحدثها غباؤه .
تبدو هذه الفظاظة زرعا سهلا عند واشنطن , لكن الحقيقة أن الحصاد أصبح علقما , والأصوات التي كانت خافتة في لحظة ما , بدأت ترتفع وتعلن رفضها للسياسة العدوانية , من أوروبا الشرقية إلى آسيا المشهد يتغير ويتبدل , ولن يبقى إلى ما نهاية كما ترغب عصا واشنطن الغليظة .
نبض الحدث _ بقلم أمين التحرير: ديب علي حسن