الثورة أون لاين – بقلم مدير التحرير بشار محمد
بديهي أن تنشغل مراكز صنع القرار السياسيّ الغربيّ وأدواتها الإقليميّة بالرسائل السوريّة الروسيّة التي أعطت كلّ مسألة تدور في الأذهان حقّها وخاصة مسألة ترسيخ ثوابت دمشق الوطنيّة والقوميّة ومسألة العمق الاستراتيجيّ للعلاقات الشاملة التي تربط دمشق وموسكو.
لطالما تمرّست دمشق في العمل السياسيّ بأسلوب مرنٍ يحافظ على ثوابتها الوطنيّة إلى جانب مكافحة الإرهاب بما يحقق الأمن والاستقرار وصولاً إلى تحقيق طموحات الشعب السوريّ الذي صمد وقاوم عقداً من الزمن في وجه المؤامرات السياسيّة والحرب الإرهابيّة التي فُرضت عليه نتيجة مواقفه الوطنيّة والقوميّة.
دمشق التي أبدت انفتاحاً على كلّ المبادرات السياسيّة بدءاً من جنيف إلى أستانة وصولاً إلى لجنة مناقشة الدستور إيماناً منها بالحلول السياسيّة للأزمة في سورية إلا أنها في الوقت نفسه لن تقبل إلا بما يحقّق ويضمن حقوق الشعب السوريّ بما لا يخالف الدستور، فدمشق قدّمت بالأمس إلى جانب الحليف الروسي جواباً حاسماً وشافياً لما قد ينتج عن لجنة مناقشة الدستور مفاده أنهم إذا كانوا يريدون تعديل الدستور القائم أو إنتاج دستور جديد ففي كلتا الحالتين إنّ المُنتج سيُعرض على استفتاء شعبي ليضمن أوسع تمثيل شعبيّ.
دمشق أكدت احترامها وتمسّكها بمواعيد استحقاقاتها الدستوريّة وشددت على إجراء الانتخابات الرئاسيّة في موعدها المقرر العام القادم بغضّ النظر عما يتوصل إليه أعضاء لجنة مناقشة الدستور في رسالة إلى العالم كله أن سورية دولة مؤسسات وأن السوريين أنفسهم يقرّرون مستقبل بلدهم.
رسالة الحليف الروسي كانت واضحة لجهة التزام روسيا الثابت بسيادة سورية وسلامة ووحدة أراضيها واحترامها إرادة السوريين وتأكيدها الدعم الحاسم في مواجهتها للإرهاب الدولي والقوى الخارجيّة الداعمة له، و التخفيف من آثار سياسة العقوبات القسرية التي تنتهجها بعض الدول ضدّ الشعب السوريّ.
زيارة الوفد الروسي إلى دمشق تؤسّس لمرحلة جديدة من تاريخ العلاقة الاستراتيجيّة العميقة بين الدولتين بهدف كسر الحصار والمساهمة في تقديم الدعم لسورية في المجالات كافة ومواصلة العمل على استعادة الدولة السوريّة سيطرتها على كامل أراضيها.
الرسالة السوريّة الروسيّة واضحة وجليّة لمن يريد أن يسمع وثوابت دمشق راسخة لمن يريد أن يعلم.