الثورة أون لاين – راغب العطيه:
تمر منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط في حالة من التوتر المتصاعد نتيجة لسياسات النظام التركي التوسعية في هذه المنطقة، بدعم من الولايات المتحدة الأميركية التي تتبنى سياسة التحريض والتفريق بين الدول المطلة على المتوسط، الأمر الذي حذرت منه روسيا، وأعلنت استعدادها للتوسط لتسهيل الحوار بين الدول المتصارعة على الثروات الباطنية والنفط في هذه المنطقة.
فمنذ أسابيع والوضع يزداد تأزماً وخطورة في منطقة المتوسط، وباتت احتمالات المواجهة العسكرية مفتوحة على أبوابها، في ظل التحشيد العسكري من قبل الدول المتصارعة على ثروات المنطقة، وتدعي أحقيتها في ملكيتها، حتى أن المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل سبق وتوسطت للحيلولة دون حصول نزاع مسلح بين اليونان وتركيا. وكذلك فعل الاتحاد الأوروبي، ولكن لم تظهر نتائج ملموسة بعد تنهي هذا التوتر المتفاقم، حيث ثمة حالة عداء كبيرة بين أنقرة وأثينا، والعلاقات بينهما مرت بمراحل صعبة، أججها عدد من الملفات التاريخية المتعلقة بالحدود البرية والبحرية والمياه الإقليمية والفضاء الجوي وجزيرة قبرص، وزاد من تأزمها محاولات التنقيب عن النفط والغاز في البحر المتوسط، وملف اللاجئين، وغيرها من الملفات.
وفي ظل التصعيد الحاصل في التوسط اليوم، أعلنت روسيا على لسان وزير خارجيتها سيرغي لافروف أنها تعتبر أي تصعيد آخر في المنطقة غير مقبول وتدعو جميع الأطراف إلى تسوية كل النزاعات عبر الحوار حصراً وعلى أساس القانون الدولي، مؤكدة استعدادها للتوسط وتسهيل إقامة حوار بين قبرص وتركيا من أجل التوصل إلى حلول للأزمة المحتدمة بينهما.
وأشار الوزير الروسي إلى أسفه من الدور التخريبي الذي تتبعه واشنطن في هذه المنطقة والعالم عندما قال: نحن قلقون للغاية من أن قوة بعيدة (عن المنطقة) تحاول وضع الدول الموجودة هنا ضد بعضها البعض، وبشكل عام الترويج لنهج “من ليس معنا هو ضدنا”، وإجبار الآخرين وأي شخص آخر على اتباع هذا النهج.
وبشأن التسوية القبرصية أكد وزير الخارجية الروسي موقف بلاده الذي يؤيد تنفيذ القرارات التي تم اتخاذها في الأمم المتحدة، من أجل استئناف واستكمال المفاوضات بين الطرفين في الجزيرة.
على المقلب الآخر يراوغ النظام التركي في إطلاق التصريحات في محاولة منه للالتفاف على كل المبادرات التي تحاول العديد من الدول أن تحركها وكذلك مبادرة حلف شمال الأطلسي الناتو التي تحدث عنها الأمين العام للحلف.
يشار إلى أن تركيا واليونان وقبرص وفرنسا وإيطاليا قد أجروا تدريبات عسكرية أخيراً، ما زاد المخاوف من أن المواجهة قد تتحول إلى نزاع.
