ليس المهم أن نحدد من المسؤول عن حرائق المحميات والغابات خلال أسبوع مرّ وكأنه كابوس على نفوس السوريين، تحولت فيه آلاف الدونمات من الغابات والمحميات إلى رماد، وباتت تحتاج بعدها إلى عشرات السنين لتستعيد عافيتها.
وليس المهم أن تكون الحرائق أضرمت بفعل فاعل، أو بإهمال مواطن ترك وراءه مخلفات الشواء وآخر أشعلها.. لكن الأهم أن نعي أن ثروتنا النباتية والحيوانية بعد تكرار الحرائق أصبحت في خطر كبير، وأن التراخي في هذا الملف لم يعد مقبولاً؛ بل ثمة حاجة للتشديد على كل مايعني هذا الملف من إجراءات وقوانين، والتأهب في كل لحظة لهذه اللحظة.
ربما ما دمر اليوم من الغطاء النباتي يمكن استعادته من خلال حملة كبيرة لإعادة التشجير وغيرها من الخطوات، لكن لماذا يجب أن يكون هذا هو الحل، ولماذا الوصول إلى هنا؟!.. لماذا وقعت أساساً هذه الحرائق وبهذا الحجم الذي اضطر أبطال الجيش العربي السوري أن يتدخلوا ويضيفوا إلى مهامهم العسكرية مهمة إنسانية ووطنية لحفظ ماتبقى من خضرة بلادهم.
أسئلة من الضروري أن تطرح على الطاولة وأن تكون سبباً في العقاب والمحاسبة الشديدة لمن يتسبب بقتل الطبيعة، وبالتالي قتل الموارد و قتل البشر، وليس من أضرم النار أكثر اتهاماً ممن غض الطرف وممن هيأ لإضرام النار وتراخى في القيام بواجبه، لأن مهمة منع وإطفاء الحرائق لا تبدأ بعد إضرامها وإنما هناك رقابة وعين ساهرة من المفترض أن تكون متيقظة في كل حين.
مما لاشك فيه أن حرائق هذا العام تركت أثراً سلبياً وخسائر كبيرة لأهم الموارد والثروات الداعمة للاقتصاد، فمن المعروف أن المناطق التي تعرضت للاحتراق إلى جانب أنها مناطق زراعية هي مناطق سياحية.
على أي حال لطالما انطلقت التحذيرات من التعدي على الغابات، ولم يكن هناك أي صدى أو تلقف لها على محمل الجد سواء من الجهات المعنية أم المجتمع الأهلي، والمطلوب اليوم آليات واضحة ورقابة ملموسة تحظى بالتشجيع وقوانين صارمة توازي الخسائر الفادحة..
الكنز – رولا عيسى