يظن المتابع لما يجري أن الفظائع التي ترتكبها الجماعات الإرهابية، وعلى رأسها قسد قد أوشكت على النفاد وانتهاء ما في جعبهم من أحابيل وكوارث ليفاجأ أن ذلك ليس صحيحاً، فهم يجددون أدوات فتكهم كل ساعة يعيدون الكثير منها، وتمدهم الجهات المشغلة بما تتفتق عنه العقول الشريرة في مراكز التآمر، وأوكار التجسس.
مازال دخان حرائق حقول القمح يملأ السماء، وتدمير المقدرات والبنى التحتية التي هي ملك للشعب السوري، هذا كله ماثل أمام العين، لايمكن مهما تقادم الزمن أن يمر مرور الكرام، أو ألا يدفع من قام بذلك الثمن أمام الشعب والتاريخ، والكارثة الكبرى أنهم كل يوم يغوصون بوحل الإرهاب أكثر، ليصل إلى مرحلة تنفيذ سياسة الأرض المحروقة تماماً، فحين لم تجد جرائمهم المادية على الأرض، كانت الخطط البديلة في الحصار الظالم، والعمل على اختطاف الشباب وتجنيدهم، ليصل الحال إلى إغلاق المدارس، والعمل على رسم سياسة التجهيل، فمئات المدارس التي استولت عليها عصابات قسد، هي خارج الخدمة تماماً، ما يعني حرمان آلاف الطلاب من حقهم في التربية والتعليم، ناهيك عما تقوم به من تغيير في المناهج المدرسية لفرض أمر واقع غير وطني.
هذه الروح العدوانية تجري أمام الرأي العام العالمي، وتصمت عنها الكثير من الجهات الدولية المعنية، ما يتطلب تحركاً عاجلاً من المجتمع الدولي، ولاسيما اليونسكو من أجل الضغط الذي لابد منه لزجر وقمع العدوان المستمر على الإنسان السوري، من الماء إلى الدواء، إلى أبسط حقوقه في التربية والتعليم.
من نبض الحدث – بقلم أمين التحرير- ديب علي حسن