يخطىء من يظن إن ما حدث أمس الأحد أول أيام العام الدراسي أمام مدارس الحسكة ولا سيما مدرسة المتفوقين بأنه كان غريباً أو مستبعداً .
صحيح إن العقل لا يحتمل تصديق إغلاق مدرسة وطرد طلابها وعندما يواجهون مثل هذه الممارسات يتم ضربهم وخطفهم، لكن الصحيح أيضاً أن من يطالب بتفكيك سورية ويرتمي بأحضان أعداء سورية ومن يمنع تدريس المنهاج الحكومي السوري في المدارس السورية ومن ينفذ أوامر المحتل الأميركي الذي يسرق النفط السوري ويحرق القمح السوري .. من فعل كل ذلك لا يتردد اليوم بإغلاق مدرسة وطرد طلابها كي يبقوا خارج أسوار المدارس.
منذ عام ٢٠١٣ قامت ميليشيا قسد بالاستيلاء على عدد كبير من مدارس المحافظة، إضافة إلى منع تدريس المنهاج حتى في المعاهد الخاصة وملاحقة المدرسين، والتوعد بمحاسبتهم في حال تعليمهم المنهاج الحكومي في مناطقهم ما أدى ذلك إلى حركة تسرب كبيرة، بالإضافة إلى عزوف الكثير من الطلاب عن التعليم .. كل ذلك جعل عشرات الطلاب يذهبون إلى المدارس الخاصة التي تدرّس المنهاج الحكومي رغم تكاليفها.
ولم يكن أمام مديرية التربية بالحسكة إلا إنشاء المدارس (مسبقة الصنع) حلاً إسعافياً لاستيعاب ما تستطيع من التلاميذ الذين أغلقت التنظيمات الإرهابية المسلحة مدارسهم بقوة السلاح خلال السنوات الماضية، لتتحول إلى مقرات لقوات الإحتلال والعصابات المسلحة والمرتهنين لهم، ما زاد من الضغط الكبير على المدارس الحكومية الواقعة في مدينتي الحسكة و القامشلي، ونتيجة لكل ذلك تحّول سعي الطلاب في محافظة الحسكة للحصول على التعليم الحكومي إلى مهمة شاقة ونضال يومي جراء المسافات التي يقطعونها للوصول إلى مدارسهم، ما شكل ضغطاً هائلاً على المدارس القليلة المتبقية.
واليوم مع بداية العام الدراسي يستمر استهداف قطاع التعليم من خلال إغلاق المدارس ومنع الطلاب من الذهاب إلى مدارسهم، فهل من يفعل ذلك يفكر ويعمل فعلاًَ لخدمة الناس أم لمحاربتهم ونشر الجهل والفقر. لكن رغم ذلك كله لن يتمكن أحد من قوات الاحتلال أو المرتهنين لهم من تمرير أي أهداف استعمارية انعزالية من خلال هذه الممارسات والاعتداءات على كل جوانب الحياة اليومية، فالمواطن في الحسكة يدرك و يثق أنه على موعد مع زوال كل أشكال الاحتلال وعودة حياة الأمن والأمان والاستقرار والازدهار إلى كل شبر من أرض سورية الغالية رغم كل ما حدث ويحدث من ضغوط وممارسات بحق الإنسانية وآخرها إغلاق المدارس وطرد الطلاب لتضاف حرب الأمية والتجهيل إلى الحروب العسكرية والاقتصادية والإعلامية.
الكنز-يونس خلف