خلافاً للأعوام السابقة تأخذ انطلاقة العام الدراسي الجديد طابعاً خاصاً مع الكثير من الأحاديث والتخوف من قبل الأهالي إرسال أبنائهم للمدرسة في ضوء الظروف الحالية لانتشار فيروس كورونا، ومايتطلبه هذا الأمر من استعدادات وإجراءات وتحضيرات من جوانب عدة لتكون المدارس ولجميع المراحل التعليمية على قدر الجاهزية اللازمة لبدء الدراسة الفعلية في بيئة صحية سليمة وآمنة.
ومع الأسبوع الأول من العام الدراسي تبدو المشاهد العامة المرصودة يومياً في مختلف مدارس المحافظات متباينة للغاية، ففي حين هناك مدارس تحاول قدر الإمكان تطبيق الإجراءت الاحترازية المطلوبة تنفيذاً لتعليمات البروتوكول الصحي المعتمد هناك أعداد كبيرة من المدارس تعلن عجزها عن تحقيق البيئة الصحية المطلوبة خاصة في مناطق السكن العشوائي رغم جهود كوادرها المتواضعة، خاصة مع صعوبات التعامل مع الكثافة الصفية والتي تصل لأكثر من خمسين طالباً في الشعبة الصفية.
كما أن الصعوبات تتشعب أكثر مع بداية الدراسة وهي المتعارف عليها سنوياً وأبرزها مايتعلق بتأمين الكوادر من معلمين ومدرسين لجميع المواد وتأمين الكتب المدرسية وإنجاز التنقلات وتوزيع الحصص والبرامج الدراسية وفق الخطة المعتمدة على مدى العام الدراسي، إضافة لتوفير مستلزمات العملية التعليمية ولو بأبسط أشكالها، لاسيما في المدارس المستلمة حديثاً والتي تم إعادة ترميمها وتأهيلها.
ومع عدم إغفال جهود ومساعي جهات عدة سواء لوزارة التربية أو حتى لمبادرات تطوعية لوحظت في عدد من المدارس ومنها مدارس في الريف نفذت من قبل كوادرها الإدارية والتعليمية والقيام بأعمال التنظيف والتعقيم وجاهزية الصفوف الدراسية ، إلا أن واقع الميدان التربوي في ظل الظروف الحالية وأعداد الطلاب والتلاميذ التي تصل لقرابة أربعة ملايين تتوزع في 13280مدرسة تحتاج لجهود أكثر من ذلك بكثير.
كما أنه لايكفي إصدار التعميمات اليومية بل المتابعة المستمرة للمدارس ورصد الواقع مطلوب أكثر للوقوف على مدى الالتزام بالتوجيهات والمسؤوليات وطمأنة أولياء الأمور والمجتمع ومنهم كثيرون أرسلوا أبناءهم من اليوم الاول للمدرسة حرصاً على تحصيلهم الدراسي ، ووضع حلول مناسبة لكل ما يعترض سير الدراسة، وتعزيز عمل الأطر الإدارية والتعليمية وتطويع الإمكانات المتوفرة في المؤسسات التربوية.
كما أن التشاركية بين الجميع ضرورية أيضاً لتحقيق الوعي الصحي المطلوب في المدارس، والعمل لترجمة الهدف التربوي في العودة الآمنة إليها في بيئة سليمة تعزز انطلاقة فعالة للعام الدراسي واستقراره دراسياً وصحياً.
حديث الناس – مريم إبراهيم