لا حديث يعلو حالياً بين الناس على حديث تزايد طوابير الانتظار على محطات البنزين والمخابز والسورية للتجارة وليس انتهاء بالغاز والتندر عن قرب تشكل طوابير جديدة للحصول على المازوت ولسان حال الجميع ينطق بعشرات الأسئلة المحقة عن أسباب وصولنا لهذه الحالة والأهم هل نضبت العقول عن ايجاد الحلول ؟
وفي الوقت الذي ينتظر فيه الشارع السوري من يخرج عليه لشرح مرحلة التراجع والتردي الحاصل بمختلف القطاعات وتفاقم أزمات معيشية تكرر بنفس السيناريو منذ سنوات يترك الناس ليعيشوا حالة التخبط وتحمل معاناة قاسية أقلها تمضية جل يومهم في تأمين رغيف الخبز لأسرهم ومجابهة المتاجرين بلقمة عيشهم ليس فقط من أشباه التجار إنما من بعض المسؤولين الذين تفجر تصريحاتهم المستفزة وغير المسؤولة أزمة أخرى كونها تشي بقلة الحيلة وغياب الحل ما يعطي الضوء الأخضر للمستغلين لمثل هذه الأزمات في كل القطاعات بالمضي قدماً في احتكارهم وتجاوزاتهم .
إذا كان التفهم من الناس سيد الموقف تجاه جملة الضغوطات التي يتعرض لها البلد اقتصاديا والتي قد يجد أصحاب القرار صعوبة في تجاوزها إلا أن المواطن عجز فعلاً لا بل ورفع العشرة أمام حالة العجز في اتخاذ إجراءات حازمة ورادعة وهي متاحة ويمكن تحقيق نتائج فيها تجاه تلك المشاهد التي يراها بأم عينه يومياً ومنها على سبيل المثال لا الحصر انتشار كميات كبيرة من البنزين على الطرقات بين المحافظات متاحة وبالكميات التي يريدها من يمتلك المال وعلى عينك يا تاجر وتمريق مئات ربطات الخبز من كوات جانبية لأشخاص مجهولين وتلك السيارات المحملة بأطنان الخشب وأحياناً بمرافقة بعض المتنفذين للمتاجرة بها ونحن على أبواب فصل الشتاء وليس انتهاءً بالمواد المهربة والمجهولة المصدر التي تغزو أسواقنا بين فترة وأخرى وأحيانا كانت تتواجد على بعد أمتار قليلة من إدارة الجمارك العامة .
ومع كل هذه الأزمات وحالات الضغط المعيشي غير المسبوق الذي يعيشه المواطن لا يزال المسؤولون لدينا بطور الدراسات والتمحيص والغوص في الصعوبات التي تعترض هذا القطاع أو ذاك رغم ان أدراج مكاتبهم متخمة بعشرات لا بل مئات المقترحات والحلول التي تنتظر من يتلقفها لتنفذيها على الأرض بدلا من اللجوء للحل الأسوأ المتمثل بتشكيل اللجان كحال قطاع الدواجن الذي يواجه تحديات خطيرة تهدد وجوده ومع ذلك يقتصر الحل على تشكيل ست فرق متخصصة لدراسة صعوباته .
ماذا بعد ؟ وإلى متى ؟ وهل من أفق للخروج من جملة الأزمات ؟ أسئلة يرددها الناس ويستحقون من يجيبهم عليها .
الكنز- هناء ديب