الثورة أون لاين- رويدة سليمان:
بتول ويعقوب وليليان وأمثالهم كثر من الطلاب المتفوقين الذين حصلوا على مجموع (أكثر من 3000) ما يؤهلهم لخوض معركة التنافس والتحدي والتميز للحصول على مقعد في مدارس المتفوقين أو في مركز التميز.
لم يكن اتباع دورة مأجورة شرطاً للخضوع للاختبار ولكن تحسباً من وقوع الأهل في فخ تأنيب الضمير ورضوخاً لرغبة الأبناء المتفوقين سارعوا إلى تسجيلهم ومن ثم رافقوهم إلى قاعة الاختبار وانتظروا النتائج بفارغ الصبر والأمل بقبولهم تكريماً لهم.
أيام معدودة وصدرت نتائج امتحان القبول في مدارس المتفوقين وفق معايير عالمية، وبناء عليه نجح البعض وتم قبول عدد محدد وكان الحظ الأوفر من نصيب الطلاب الآخرين، وقد حالف بعضهم في النشرة الثانية التي صدرت لتصحيح خطأ تقني في النشرة الأولى وبالتالي سقطت بعص الأسماء وبقيت أخرى إضافة إلى أسماء جديدة.
إلى هنا ولا مشكلة فالخطأ وارد واحتمالاته في العمل والاجتهاد متوقعة، والاعتذار الذي تقدمت به الوزارة في بيانها يؤكد صحة وقوع هذا الخطأ غير المقصود، الذي ينفي شائعات وأقاويل عن محسوبيات فرضت نفسها وحسمت أسماء المقبولين، وما صرحت به د.سبيت سليمان مديرة البحوث في وزارة التربية إلى “الثورة “عن أحقية هؤلاء الطلاب المقبولين وفق شروط عالمية لا يجوز تجاوزها، أضف إلى ذلك عدم إمكانية استيعاب مدارس المتفوقين الكل، ولكن ماذا عن البقية الباقية من المتفوقين والذين عاشوا على هذا الأمل؟ وربما ضعفت ثقتهم بقدراتهم العقلية العليا وتفوقهم وتميزهم وخفت دافعيتهم للدراسة والمنافسةوتحقيق طموحاتهم، وربما انتاب البعض شعور بالظلم والدونية أمام أقرانهم المتفوقين.
ألا يستحق هؤلاء رعاية مركزة وعناية مشددة ودعماً لتحفيز هممهم وتغذية دافعيتهم، وتنمي حس المسؤولية بتفوقهم، والاستثمار في العلم، الأهم في العمار وبناء الغد الأجمل، وأرقاه سلعة وتقانة ، وأعلاه أخلاقية ومسؤولية.
لا شك أن الطالب المتفوق يستطيع أن يحقق ذاته ووجوده في أي مدرسة، ولكن من الضروري والأهمية بيئة مدرسية مشجعة وكادر تدريسي يصقل عقله وينمي إبداعاته ومعالجة المشاكل التي تواجهه، وهنا اختلاف كبير في مدارس الحي نفسه وبين الأحياء، والمحافظة على المتفوقين والاهتمام بهم لا تقل أهمية عن البحث عنهم واكتشافهم وتقديم ما يلزمهم من حاجيات مهمة بحياتهم.