الملحق الثقافي: عقبة زيدان :
يوضع النشاط الإبداعي في خانة «الثقافة العالية»، لذلك فإن مساهمة هذه الثقافة في الناتج المحلي لأي بلد ستكون شبه معدومة. وإذا شملت الثقافة باقي الأنواع الأدنى، فإن هذه المساهمة سترتفع، ولكنها ستكون آنية وغير مستدامة.
لا شك بأن وضع القطاع الثقافي يرتبط بمعدل النمو الاقتصادي ويعتمد عليه بشكل كبير؛ لذا فإن نمو الاقتصاد سيحمل معه نمواً في القطاع الثقافي، والعكس صحيح.
أنا أدرك تماماً، بأن هذه «السلعة» – أي الثقافة – ليست ضرورية للحياة تماماً في فترات الركود، إذ يتم الاستغناء عنها، أو التخفيف من استهلاكها إلى الحد الأدنى. إنها السلعة الأقل طلباً في السوق. وهذا مدمر على المدى البعيد.
أعلم أن الدعم الثقافي في عالمنا العربي متواضع مقارنة بغيرنا، ولا نعير كثير اهتمام للمنتج الثقافي، وكأننا نراه عبئاً على الاقتصاد، وينظر إليه على أنه يهدر مالاً ولا يعطي نتيجة. وهذا ما أثبتت التجربة في الدول المتقدمة خطأه. وظهر أن القطاع الثقافي ساهم في دعم الاقتصاد أكثر من قطاعات كثيرة.
لا تعطي الثقافة نتيجة اقتصادية سريعة، ولكنها يجب أن تكون في أعلى سلم أولويات الدعم في عالمنا العربي، لأنها ترفع من سوية التفكير وتزيد جرعة الوعي. وهكذا فإنها تفتح آفاقاً جديدة في الإبداع والابتكار، وتصبح عاملاً اقتصادياً فعالاً في التنمية المستدامة.
Okbazeidan@yahoo.com
التاريخ: الثلاثاء22-9-2020
رقم العدد :1014