في كل يوم من عمر الحرب الإرهابية والاقتصادية ضد بلدنا وشعبنا يثبت السوريون على مختلف جبهات العمل قدرتهم وإرادتهم العالية على تحقيق المعجزات سواء في ميدان المعارك التي شهد العالم أجمع بسالة وحدات الجيش وقدرتها على الوقوف في وجه أعتى حرب مركبة عرفها التاريخ، أم في ميدان الاقتصاد حيث أثبت العامل السوري كفاءة عالية تمكن بموجبها من تحقيق انجازات تحسب له في ميزان المعركة.
لاشك أن انتقال المعركة أو بالأحرى تركيز محور العدوان حربه في ميدان الاقتصاد خلال السنوات الأخيرة بعد كسره في معارك الميدان واضح وجلي، وهو مفهوم في محاولة الأعداء إعادة ترتيب أدواتهم في هذه الحرب الإرهابية وجبهاتها المركبة خصوصاً أن الحرب الاقتصادية التي تقودها واشنطن كلفها قليلة على الأعداء وباهظة بالنسبة للسوريين كونها تمس حياة كل مواطن في أقصى قرية وبلدة، وما نشهده اليوم من أزمات في الوقود وارتفاع أسعار المواد الأساسية ليس إلاّ وجهاً من وجوه هذه الحرب.
لكن السوريين وكما في معارك الميدان كانوا على قدر التحدي في ميدان الاقتصاد والعمل، فكم من مرة تعرضت منشآتنا الغازية في ريف حمص وشبكاتنا الكهربائية للتدمير الممنهج من قبل أدوات العدوان الإرهابي المحلية والخارجية.. وقامت كوادرنا الوطنية بعمليات الإصلاح خلال فترات وجيزة لتعود المنشآت للعمل رغم كل الصعوبات في تأمين قطع الغيار والمعدات.
اليوم يشهد السوريون وبفخر أيضاً كفاءة عالية ممزوجة بإرادة التحدي لعمال مصفاة بانياس الذين وصلوا الليل بالنهار لإنجاز عمرة شاملة للمصفاة تحتاج عادة أكثر من شهر وهي تكاد تنجز خلال الأيام القادمة لتعود أكثر كفاءة في الأداء بعد سنوات من العمل دون عمرة أو صيانة بسبب الحرب والحصار.
من يعتقد أنه بالحصار الاقتصادي قادر على كسر إرادة السوريين والتأثير على مواقفهم من وطنهم ودولتهم وقيادتهم فهو واهم وليس عليه للتأكد من أوهامه سوى متابعة عمالنا ومهندسينا وفنيينا وفلاحينا وأطبائنا ومعلمينا وطلابنا وجنودنا كيف يتخطون الصعاب ويحققون الإنجازات في مختلف مواقع العمل.
هي إرادة الاعتماد على الذات التي بدأت تنجح في مساعدة قطاعاتنا الاقتصادية على الاستغناء عن الخارج وإعادة البناء بالخبرات الوطنية.. سياسة ينبغي أن تتعزز في مختلف ميادين العمل وبذلك فقط ننجح في تحدي الحصار وكسره.
إضاءات- عبد الرحيم أحمد