منظومة العدوان.. وتوقيت استهداف المقاومة اللبنانية

الثورة أون لاين – عبد الحليم سعود:

عاد لبنان المقاوم مجدداً إلى واجهة الأحداث وسط ظروف دولية معقدة، ولا سيما بعد اعتذار رئيس الحكومة المكلف مصطفى أديب عن تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة، تاركاً لبنان واللبنانيين أمام تحديات شتى، فالوضع الاقتصادي صعب جداً، والأزمة السياسية في البلد تزداد تعقيداً، والتهديدات الإسرائيلية له تتصاعد بشكل يومي، والتوتر في شرق المتوسط ازداد حدة بسبب أطماع النظام التركي النفطية والغازية، إضافة إلى أن الأيام الأخيرة شهدت تنشيطاً لبعض الجماعات الإرهابية القريبة من داعش في شمال لبنان على وقع خطابات وقحة شهدتها الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الخامسة والسبعين من قبل بعض المتحدثين.
الغريب والمستهجن في الأمر هو القراءة الخاطئة والمجتزأة التي قدمها الرئيس الفرنسي مانويل ماكرون لما يجري في لبنان من تطورات بعد اقتحامه للمشهد السياسي في أعقاب كارثة مرفأ بيروت في 4 آب الماضي، حيث قام بتحميل حزب الله وحركة أمل مسؤولية التعثر في تشكيل الحكومة والانتقال نحو إصلاح الوضع الداخلي المتأزم، وأكثر ما يلفت النظر هنا هو الادعاءات الكاذبة التي أقدم عليها رئيس حكومة العدو الصهيوني بنيامين نتنياهو حول وجود مخازن أسلحة لحزب الله في منطقة سكنية “الجناح” بالقرب من معمل غاز كما زعم، حيث حاول هذا الإرهابي المخادع لغايات معروفة ومفضوحة إبداء حرصه على حياة وسلامة اللبنانيين، متجاهلاً أن كيانه هو مصدر الخطر الأكبر على حياة اللبنانيين وسلامتهم وأمنهم واستقرارهم، وأنه آخر من يحق له الكلام ولا سيما أن التحقيقات في تفجير مرفأ بيروت لم تقدم كامل الرواية الحقيقية للحدث.
لا يختلف متابعان للأحداث في لبنان، منذ التحركات الشعبية التي انطلقت قبل نحو عام احتجاجاً على الوضع المعيشي الصعب، وتطورت لاحقاً – بعد أن استغلتها أطراف سياسية معادية للمقاومة ومحسوبة على المشروع الصهيو أميركي – إلى مطالب سياسية مكشوفة كنزع سلاح المقاومة، بأن حزب الله بوصفه المقاومة التي حمت لبنان من كيان الاحتلال طوال عقود وحاربت الجماعات الإرهابية الداعشية في السنوات الأخيرة، هو المستهدف رقم واحد من سلسلة الأحداث التي تعصف بلبنان، فالولايات المتحدة ورئيسها الصهيوني الهوى لم يخفيا ذلك بل إن سلسلة التصريحات الأميركية المعادية للحزب لم تنقطع يوماً، وذلك خدمة للأجندات الإسرائيلية التي تعتبر المقاومة الوطنية اللبنانية الخطر الرئيس الذي يتهدد كيان الاحتلال، ولعل الجميع يتذكر كيف وقف نتنياهو في الجمعية العامة للأمم المتحدة قبل عام وعرض صور مفبركة ادعى فيها أن العنبر رقم 12 في مرفأ بيروت هو مستودع أسلحة لحزب الله، إلى جانب مطار بيروت وأماكن أخرى، حيث يمكن لأي متابع منصف أن يستنتج بكل شفافية من الذي يقف خلف جريمة تفجير مرفأ بيروت بشكل مباشر أو غير مباشر، حيث تم تدمير المرفأ بالكامل انطلاقاً من العنبر المذكور، في الوقت الذي شنت فيه الولايات المتحدة حرباً اقتصادية ومالية ضد لبنان ومصارفه وبنوكه بهدف تركيع لبنان وتحميل الحزب المسؤولية عن الوضع الاقتصادي المتردي، كأن يقال إن احتفاظ الحزب بسلاحه هو الذي يلحق الضرر باللبنانيين وليس العقوبات الأميركية المجرمة.
من الواضح لكل متابع أن الفترة التي تسبق الانتخابات الرئاسية الأميركية، وربما التي تليها فيما لو تم التجديد لترامب في البيت الأبيض، ستشهد الكثير من الضغوط على لبنان وعلى مقاومته بوجه خاص، لزيادة الأمور سوءاً في محاولة لتأليب الرأي العام اللبناني ضد دولته ومقاومته وإدخال البلد ربما في حرب أهلية جديدة، أو على الأقل في فوضى طويلة الأمد، فبعد انضمام عدد من مشيخات الخليج إلى مهزلة التطبيع المجانية مع الكيان الصهيوني، وقيام هذه المشيخات بإلصاق تهمة الإرهاب بالحزب ـ بدفع من الولايات المتحدة ـ بسبب دوره المحوري في إفشال المشروع الأميركي الصهيوني الخليجي لتدمير سورية عبر الجماعات الإرهابية التكفيرية، بات التركيز حالياً على لبنان، ظناً منهم أن إضعاف حزب الله أو إلهائه بحرب أو أزمة داخلية، يمكنهم مجدداً من تنفيذ أجندتهم العدوانية في سورية وباقي المنطقة، حيث بات معلوماً أن سورية كانت ولا تزال الصخرة التي تكسَّرت عليها مؤامراتهم ومخططاتهم العدوانية، ولأن أمن لبنان واستقراره هو من أمن واستقرار سورية، لذلك يجري العمل بكل لؤم لتخريب الأوضاع في لبنان، وليس من قبيل المصادفة أن يقول ملك السعودية في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة بأن لبنان لن يعرف الاستقرار ما دام فيه حزب الله، أي أن القرار متخذ من قبل محور العدوان لضرب استقرار لبنان وإشغال حزب الله بحرب داخلية، وهذا ما يفسر تنشيط الجماعات الإرهابية في شمال لبنان، ولكن من الجهل والغباء الاعتقاد بأن حزب الله بحكمة وذكاء قيادته لم يتوقع ذلك ولم يحسب حساب هذه المخططات ولم يعد نفسه لكل طارئ، وهو يدرك أبعاد الدور المحوري المنوط به والتحديات التي تواجهه من ضمن محور المقاومة الذي ازداد قوة رغم كل الضغوط والأحداث التي عصفت بكل المنطقة لتغيير وجهها، فلا خوف على لبنان، ومقاومته الشريفة تحميه..!

آخر الأخبار
الرئيس الأسد يصدر قانون إحداث وزارة “التربية والتعليم” تحل بدلاً من الوزارة المحدثة عام 1944 هل ثمة وجه لاستنجاد نتنياهو بـ "دريفوس"؟ القوات الروسية تدمر معقلاً أوكرانياً في دونيتسك وتسقط 39 مسيرة الاستخبارات الروسية: الأنغلوسكسونيون يدفعون كييف للإرهاب النووي ناريشكين: قاعدة التنف تحولت إلى مصنع لإنتاج المسلحين الخاضعين للغرب الصين رداً على تهديدات ترامب: لا يوجد رابح في الحروب التجارية "ذا انترسبت": يجب محاكمة الولايات المتحدة على جرائمها أفضل عرض سريري بمؤتمر الجمعية الأمريكية للقدم السكرية في لوس أنجلوس لمستشفى دمشق الوزير المنجد: قانون التجارة الداخلية نقطة الانطلاق لتعديل بقية القوانين 7455 طناً الأقطان المستلمة  في محلجي العاصي ومحردة هطولات مطرية متفرقة في أغلب المحافظات إعادة فتح موانئ القطاع الجنوبي موقع "أنتي وور": الهروب إلى الأمام.. حالة "إسرائيل" اليوم السوداني يعلن النتائج الأولية للتعداد العام للسكان في العراق المتحدث باسم الجنائية الدولية: ضرورة تعاون الدول الأعضاء بشأن اعتقال نتنياهو وغالانت 16 قتيلاً جراء الفيضانات والانهيارات الأرضية في سومطرة الأندونيسية الدفاعات الجوية الروسية تسقط 23 مسيرة أوكرانية خسائر كبيرة لكييف في خاركوف الأرصاد الجوية الصينية تصدر إنذاراً لمواجهة العواصف الثلجية النيجر تطلب رسمياً من الاتحاد الأوروبي تغيير سفيره لديها