ثورة أون لاين – بشرى حاج معلا:
في الزمن الذي تتكاثر فيه الأزمات من وقت لآخر، تتعدد فيه الشكاوى وتكثر المطالبات بتعديل الأوضاع أو تكيفها مع الوقت الراهن وفق الإمكانيات المتاحة فبعضها يحل والبعض الآخر يبقى حبيس الأدراج بلا صوت وبلا صدى، حتى نالت الحقيبة المدرسية المرتبة الأولى في الاستعصاء على الحل رغم المناشدات الكثيرة والصيحات العالية لحل مشاكل أثقالها في منهاج فضفاض اتسعت صفحاته وتبعاته فلم يكتفِ بالتصميم الكبير الواسع لا بل اتسع شرحاً وإسهاباً مستخدماً صفحات كثر للكتابة والتفصيل، فرغم التحذير الواسع من قبل الأطباء لمخاطر أحمال الحقيبة المدرسية إلا أنّها لا تزال الموضوع الشائك في أذيات العمود الفقري المتعددة.
الدكتورة ليلى أحمد اختصاص “عصبية” حذّرت من تأثير حمل الحقائب المدرسيّة الثقيلة على العمود الفقري للأطفال والمراهقين وأشارت إلى ضرورة مراقبة الأهل عند حدوث أي تغيّر في طريقة الحركة أو عند وضعيات الحمل غير الصحيحة للحقيبة المدرسية كما حذرت وبشدة من تأثير الأوزان الثقيلة على الأطفال وما تسبّبه من آلام في الظهر وتشوهات في العمود الفقري.
يظهر مرض الجنف عند المراهقين وفي مرحلة “النمو” ويسبّب اعوجاج العمود الفقري، ويسبب تشوهاً للعمود الفقري وشكل الجسد مع تقدم العمر.
إضافة إلى الأذيات الاخرى المرافقة للعمود الفقري ووجع الفقرات وأكدت أحمد أن إهمال هذه الحالات يؤدي الى مشاكل عدة وبالتالي الخضوع لعمليات جراحية بسنٍّ مبكّرة.
وقالت هنا يمكن توصية الطلاب بالجلوس الصحيح والتعرض لأشعة الشمس والتغذية الجيدة وممارسة الرياضة كإجراءات وقائيّة، فالطالب اليوم مشغول دوماً في المدرسة وبالكتابة المستمرة دون فهم غالباً، كما أن وضعيات حمل الحقيبة غير الصحيح وتعدد الكتب والدفاتر من شأنه أن يضعف العمود الفقري كما أن هناك أسباب أخرى تظهر الإصابة وهو عدم وجود اللياقة الكافية لجيل اليوم الذي ينشغل بالأجهزة الحديثة وألعابها المضرة التي تبعد الاطفال عن اللعب الصحي المفيد فتظهر الأذيات في سن مبكرة.
ويحتاج المصاب باعوجاج العمود الفقري أو مرض الجنف لمراقبة منتظمة ومتابعة طبية، فكلما تم اكتشاف الإصابة بشكل مبكر، كلما كان العلاج فعّالاً والنتائج إيجابيّة.
الموجّهة التربويّة نهاد أحمد حسين أضافت بقولها: في الحال الطبيعية لا يجوز أن يتجاوز وزن الحقيبة عشرة بالمئة من وزن الطالب وفق البرنامج اليومي المخصص.
ومن معايير الحقيبة أن تكون خفيفة الوزن وصغيرة الحجم تتناسب مع طول ووزن التلميذ أو الطالب بحيث لا تتجاوز مستوى كتفيه ولا تتجاوز أسفل الظهر.
وأن تكون حمالات الحقيبة عريضة على الكتفين ومبطّنة ما ينعكس راحة على الكتفين وهذا لا يمكن تعميمه فالوضع المادي لبعض الأهالي لا يسمح لاقتناء الحقائب المريحة.
لأن وزن الحقيبة الثقيل يسبب آلاماً في الرقبة والكتفين وانحناء في العمود الفقري.
السيدة ندى سليمان عبّرت عن مدى ألمها نتيجة إصابة ابنتها رهف في الصف التاسع بمرض الجنف وعن المعاناة اليومية المرافقة لها بعد ظهور الإصابة لديها والتي تسببت في ميلان العمود الفقري والحوض والورك نتيجة الأحمال الزائدة في الحقيبة المدرسية إضافة إلى خجل الطالبة من مرافقة أحد والديها لحمل أوزان هذه الحقيبة.
أخيراً يمكننا القول بأنّ مرض الجنف يعتبر حالة منتشرة وفي حالة الشك بوجود الجنف يفضّل التوجه إلى الطبيب نظراً لوجود حالات تتطلب العلاج الوقائي لمنع المضاعفات المستقبلية.
ومن المهم تذكّر أن الجنف يظهر غالباً خلال سنّ المراهقة الذي تظهر خلاله تغييرات جسمانية كثيرة، كما من المهم الانتباه إلى هذه الظاهرة وتفهّم الحساسية فيها وخاصة لدى الفتيات المراهقات لذا وجب علينا التنويه إلى المخاطر المتعددة التي تتسبّب فيها الحقيبة المدرسيّة لكلّ هذه الآلام والأعباء وما نتمناه أن يجد هذا الموضوع الآذان الصاغية والجدية لحلّه رغم المناشدات الكثيرة والسابقة من قبلنا ومن قبل الأهالي دون نتيجة تذكر حتى اليوم.