لم نكن نحتاج أن يخرج علينا مسؤول تركي ليصرح بما نعرفه، وليقول ما لا يمكن أن يصدق إنسان ما على وجه الأرض أن هذا قد حصل، ولكنه حقيقة واقعة، خيالات مرضية وتوهمات النظام التركي الذي ظن أنه يمكن له أن يفعل ما يريد بغفلة من الزمن.
أردوغان الذي تكشفت أوراقه كاملة منذ إعلان الحرب العدوانية على سورية، يتوهم أنه قادر على اغتصاب الأرض السورية، ويعمل على تحقيق غطرسته هذه، هذا الوهم المرضي والغباء السياسي يظهر طبيعة النزعة العدوانية التي ترتكز على فكر متطرف وعلى خيالات عفا عليها الزمن، لكن النظام التركي مازال يدور في فلكها العدواني.
عشر سنوات من العدوان على سورية، وكل يوم ثمة جديد من الوقائع التي تدل على خبث طوية النظام التركي تجاه سورية والمنطقة، وعمله على الاستثمار الآثم بالإرهاب، ظنا منه أن ذلك سيكون في النهاية إنجازاً يصب في خدمة مشروعه التوسعي الذي يتقاطع مع الاستيطان الصهيوني، وكلاهما يصبان في بوتقة واحدة، هي العداء لميراث الحضارة والثقافة والإنسانية.
يجري ذلك بستار من المشغل الأميركي، الذي أتاح للنظام التركي مساحة محددة من الاختلاف والمناورة حتى يبدو وكأنه يعمل من تلقاء نفسه، وعلى ما يبدو أن الغباء السياسي المتأصل مع نزعة الغرور والصلف في العقلية العثمانية، جعلت أردوغان يظن نفسه لاعباً قادراً على تغيير الوقائع والأحداث كما يحلو له.
المشهد في متاهاته العميقة والواسعة، بكل وضوح يظهر التورط التركي بما لا يمكن للنظام الأردوغاني أن يحتمل نتائجه النهائية، بغض النظر عما يظن أنه مكاسب آنية قد حققها من خلال الاستثمار بالإرهاب والمرتزقة، فالوقائع على أرض الميدان هي الأكثر صدقاً وقدرة على تحطيم صلفه وغروره، وحقائق التاريخ قريبه وبعيده، هي الدرس، لكن الحمقى دائماً لا يرون إلا خيالات المرض.
البقعة الساخنة- ديب علي حسن