الثورة أون لاين – ادمون الشدايدة:
47 عاماً مرت على حرب تشرين التحريرية ولا زالت سورية تثبت قدرتها على الصمود والانتصار على الإرهاب وداعميه في سبيل الحفاظ على سيادة الوطن وكرامة الإنسان وصون تاريخه وحضارته.
حرب تشرين التحريرية التي أسست لزمن الانتصارات وكرست مفهوم المقاومة ونهجها تأتي ذكراها اليوم مع ما يعيشه السوريون هذه الأيام من ملاحم بطولية يسطرها بواسل الجيش العربي السوري ضد الإرهاب التكفيري على امتداد مساحة الوطن، بحيث تتعاظم إرادة الانتصار وتسير بخطى الثبات مع إنجازاته التي يدافع من خلالها عن وطنه بكل عزيمة وإباء وتضحية.
وبين ماض مجيد مشرف وحاضر مملوء بصيحات النصر وممهور بعلامات العز كتبتها الأيادي البيضاء ذاتها، نستحضر اليوم ذكرى حرب تشرين التحريرية، ونستمد منها دروس الكرامة والعزة التي تجسدت ببطولات الجيش العربي السوري خلال الحرب الإرهابية على سورية في زمن ما يسمى الخريف العربي المشؤوم.
فقد لون الجيش العربي السوري البطل أبهى صور التحرير في معاركه على أرض الميدان في كامل الجغرافية السورية، شمالاً وجنوباً شرقاً وغرباً، معلناً مواصلة دروب التحرير على أكمل وجه مهما اختلفت مسميات العدو وأشكاله وألوانه.
وتتقاطع المشاهد بين الأمس واليوم في التعاطي مع المعارك ضد العدو الصهيوني والإرهاب الوهابي الاخواني اللذين يشكلان وجهين لإرهاب واحد، وعدو مولود من ذات الرحم التكفيري المتطرف.. مشاهد برز فيها صمود الجيش العربي السوري بأسمى درجاته الذي تجلى في انتصاراته المتلاحقة في الميدان، ودحر الإرهاب وداعميه عن معظم المناطق التي كانت تحتلها التنظيمات الإرهابية على مختلف أشكالها وتسمياتها.
منذ تآمر الغرب الاستعماري وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأميركية على سورية وشعبها، وقف الجيش العربي السوري كالطود الشامخ في وجه هذه المؤامرة، مرتكزا على أمجاد تشرين وإرثه النضالي في مقارعة الأعداء على مر الحقب، وها هو يحقق الانتصارات تلو الأخرى خلال عشر سنوات من عمر الحرب الإرهابية، وانتصاراته على امتداد ساحة الوطن، ومن ضمنها معارك تحرير الجنوب السوري شكلت مثالا واضحا ومتكررا لهزيمة الكيان الصهيوني وتحطيم أدواته، بما يعيد الذاكرة من أوسع أبوابها إلى انتصارات تشرين التحريرية.
إذاً فالعبرة تكمن في استمرار راية النصر التي يحمل لواءها الجيش العربي السوري منذ تأسيسه عبر كتابة عناوين التحرير ضد شذاذ الأفاق الذين حاولوا ولا زالوا يسعون لتدنيس أرض سورية الأبية.
التالي