الثورة اون لاين – منـذر عيـد :
أخذ جنون وحلم رئيس النظام التركي رجب اردوغان، باقامة حقبة “العثمانية الجديدة”، تركيا الى البحث وبشكل يومي عن ازمات جديدة في المنطقة،وإثارة الفتن في نزاعات اقليمية، بهدف التدخل بها سلبا وخلق موطئ قدم له في دول الجوار، عبر جيش من المرتزقة الارهابيين، اوجده في المناطق التي يحتلها شمال سورية.
اردوغان الباحث عن امجاد وهمية ضائعة، لا يجد غضاضة الاتجار بالارهاب، ودم الشعوب وآلامها، كما لا يتوانى عن تدمير اي بلد بهدف سرقة خيراته، فكان شريكا، وبخندق واحد مع الارهابيين في سورية، وكان طرفا في الازمة الليبية، وسببا رئيسا في تدميرها، واليوم ينقل جيشه الارهابي الى منطقة القوقاز للقتال الى جانب حكومة اذربيجان في حربها ضد ارمينيا على جبهات اقليم ناغورني قاره باغ.
تفيد احدث الانباء عن مرتزقة اردوغان الارهابيه، بمقتل قرابة المائة مرتزق سوري في قره باغ، وأن دفعة ثالثة منهم تضم 430 عنصرا، غادرت إلى منطقة النزاع نهاية الأسبوع الماضي، وهذا ليس بالجديد او المفاجئ، فاردوغان تحول بفعل أوهامه، الى تاجر دم، ورئيس شركة أمنية تعمل بنقل الارهابيين حيث تقتضي المصلحة “الاخوانية” التي ينتهجها، فهو من ارسل الاف من المسلحين المرتزقة الى ليبيا، وهو من ألبسهم ثوب “المعارضة” في سورية، وتخندق معهم في جبهات القتال ضد الجيش العربي السوري.
في المجمل، فان الاطماع بثروات الاخرين، ومحاولات احياء الحلم العثماني، هي الاسباب الرئيسة وراء تدخل اردوغان في ازمات الاخرين، كما أنها محاولة للهروب من ازماته الداخلية، وهروب من انتقادات الداخل، بسبب تفشي البطالة، وتدهور الوضع الاقتصادي، واتباع سياسة قمع الحريات.
في كل مرة يحاول رئيس النظام التركي، الخروج من ورطة ليقع في اخرى، وفي كل مرة يكذب ويراوغ، ويتاجر بالوقت، ويسمسر بآلام الشعوب، للخروج باقل الخسائر من ورطاته، الا أن الحقيقة الاكبر التي لم يعيها اردوغان بعد بشكل جيد، أنه سيدفع ثمن جميع افعاله في لحظة قريبة، وبأنه سوف يكون “كبش” فداء لحل مشاكل المنطقة، والتي كان السبب الرئيس في تأجيجها، إن لم يكن سببا في افتعالها.