وأخيراً.. ضغطتْ على خيار “الحظر”..
حين قامتْ (بالبلوك) لأول مرة.. لم تستطع أن تبقيه إلا ساعات قليلة.. سرعان ما قامت بإلغائه..
ومع تصاعد وتيرة خلافاتهما.. استخدمت مختلف أدوات التعبير “الافتراضية”.
بدأت بإلغاء المتابعة.. ثم تطور الأمر إلى إلغاء الصداقة.. تصعّد جنونها العشقي لتجرؤ أصابع يديها على كبس زر “الحظر”..
تقول لنفسها: الآن انتهيت منه ولو كان انتهاءً افتراضياً..
هل صحيح أنها انتهت منه أم أنها كانت تقوم بكل ذلك على سبيل تنبيه من تجمّدت مشاعره وأفعاله..؟!
وكأنها أرادت أن يكون الحظر صدمة مهما خفت صداها لديه.
كل ما يحدث معها من أفعال “افتراضية” يجعلها تستعيد ما تحدث عنه زيجمونت باومان في مجموعة السوائل التي وضعها..
كيف يعني أفعال افتراضية..؟
لقد التقيا واقعياً وتلوّنت حياتهما بألوان زاهية لفترة.. حتى اكتشفت أن مساحة جنون “الافتراض”، هي الأكثر واقعية وحقيقية لديه.
مع الوقت تكتشف أن السيولة تحاصرها..
لا صلابة ولا متانة.. فيما نحياه.
هكذا أصبحت حتى عواطفنا سلعة تُعرض وتُنتهك في واجهات منصات التواصل.
قواعد اللعب العاطفي انقلبت رأساً على عقب.. السيولة طالت وبلّلت كل شيء لاسيما مشاعرنا وأحاسيسنا.
ولطالما أصبحت مواقع التواصل إحدى وسائل التعارف والتواصل الفضلى لدى الناس، إذاً من الطبيعي أن تكون أداةً للتعبير عن خلافاتهم.. أداة لشنّ نوع من مقاطعات وحروب عاطفية كذلك.
كانت تتمنى أن يكون صاحب مهارة بخطّ بصماته الخاصة على روحها.. قلبها ثم عقلها..
أدركت أنه ماهر فقط بارتداء قفّازات التخفّي التي لا تعدم إمكانية ترك بصماته إنما كامل وجوده.
كان هو مَن بدأ القيام بحظر علني.. وعلى مختلف تطبيقات التواصل.
ضحكت في سرّها.. كمن كان واثقاً أن حجم أثرها وما فعلته به كان أكبر من كل توترات جنونه الذي عبّر عنه عجزاً بكبس خيارات الحظر.
ابتسمتْ ابتسامة ماكرة وكما لو أنها متأكدة وأكثر، من أن كل حركاته المعلنة “الافتراضية” لن تمكّنه من تشغيل زر “حظر” خفيّ في قلبه.
رؤية – لميس علي