مدارس حمص.. كتب قديمة و مياه في القاعات الصفية.. والكثافة العديدة تمنع تحقيق التباعد المكاني بين الطلاب
الثورة أون لاين – سلوى الديب:
أعداد كبيرة في الشعب الصفية، وكتب قديمة وازدحام سيارات أمام إحدى المدارس وغيرها من الشكاوى التي وردتنا، فكان لنا جولة ميدانية على عدة مدارس في محافظة حمص مع لحظة خروج الطلاب لنستمع للطلاب والأهالي:
40 طالبا في الصف:
تقول شيرين حسن والدة أحد التلاميذ في مدرسة جميل سرحان إننا نعاني منذ العام الماضي من الأعداد الكبيرة في الشعب الصفية التي تتجاوز 40 تلميذا ولا يوجد حلول، مع العلم أنه يمكن حل المشكلة عن طريق زيادة الشعب الصفية، بعد بناء ملحق في باحة المدرسة، وخصوصاً أننا مضطرون لإرسال أبنائنا في ظل أي ظرف لكي لا يخسروا فرصتهم بنيل العلم ولكي لا يتجاوزهم زملاؤهم، ونلاحظ بعض البطء في إعطاء المنهاج من قبل المدرسين.
أوتستراد خطير بجانب المدرسة:
ناديا خليل قالت: إن أشد ما يقلقنا على أبنائنا، بعد إحداث فتحة في الأوتستراد المحاذي لباب خروج طلاب المدرسة، وتستخدمه السيارات الكبيرة والدرجات النارية، وهناك عدة حوادث وقعت عليه وكان ضحيتها تأذي أطفال، الأمر الذي يستدعي إعادة إغلاق هذه الفتحة.
كتب قديمة:
وحول واقع الكتب المدرسية هذا العام لفتت السيدة زينب حوراني والدة أحد الطلاب إلى أن الكتب القديمة باتت هذا العام مشكلة للطلاب بسبب عدم قدرتهم على الدراسة منها خاصة في الصفوف الأولى، والتي فيها تمارين محلولة وعليها علامات المدرسات وملاحظاتهم للطلاب من العام الماضي، لذلك يضطر أبناؤنا لاستهلاك وقت في محو حلول التمارين على الكتاب، إضافة إلى ذلك فإن بعض المدرسين يلحون بالطلب على الطلاب لإحضار دفاتر جديدة لكل مادة.
غرف مسبقة الصنع غير صحية:
المعلمة سوسن رسلان لفتت إلى أن أكثر ما يقلق الجميع هو فيروس كورونا وانتشاره بعد أن جرى تأكيد وجود عدد من الإصابات في مدارس حمص، ووجود كثافة عددية في الشعب الصفية وعدم تطبيق التباعد المكاني، وعدم قدرتنا على ضبط الطلاب، فنرى الطالب بدون شعور يضع القلم أو يده في فمه برغم توجيهنا العديد من الملاحظات..
أما ليليان فتقول: يعاني أولادنا من سوء الوضع في الغرف المسبقة الصنع “اليونيسيف” فهي غير صحية ترتفع الحرارة فيها صيفاً فيتحسس أطفالنا بالإضافة لكثافة العدد فيها، ولا ننسى تسرب الماء عند هطول المطر، لماذا لا يحول الدوام إلى نصفي أسوة ببقية المدارس التي طبق بها هذا القرار، في هذا الوضع الاستثنائي من انتشار فيروس كورونا .
كثافة الطلاب ينعكس إهمالا تعليمياً:
وتحدث صاحب أحد المحلات أمام المدرسة المذكورة سليمان سليمان: إن أحفادي موجودون في المدرسة فزيادة العدد في الشعب الصفية، وقصر وقت الحصة الدراسية ينعكس إهمالاً من المدرسين بالناحية التعليمية لعدم تمكن المعلم من متابعة جميع الطلاب، وأكبر معاناة هي عند خروج الطلاب من باب المدرسة يتجمع الأهالي أمام المدرسة مما يعرضهم هم وأبناؤهم للخطر، نتمنى إلزام الأهالي بالوقوف على الرصيف المقابل للمدرسة، وبحكم أن محلي مقابل المدرسة، وقد رأيت أكثر من حادثة بسبب الطريق النازل باتجاه الشرق، بحيث يمكن وضع دورية شرطة لتنظيم خروج الطلاب، حيث يوجد طريقين خطرين أمام المدرسة الأوتستراد ويتقاطع مع الطريق باتجاه الشرق أمام باب الطلاب وليس أقل خطورة.
خمسة حمامات لألف طالب:
كان لنا وقفة مع بعض الطلاب أمام تجمع المدارس في عكرمة الجنوبية مدرسة عبد الوهاب الأسعد، حيث قالت الطالبة هلا: نعاني في مدرسة عبد الوهاب الأسعد من الازدحام في شعب الفرع العلمي، ومن المياه التي تنزل علينا أثناء الدرس مع العلم أن مدير المدرسة تقدم بأكثر من طلب لحل هذه المشكلة حيث يحتاج السطح لعزل، والمشكلة الأكبر عدم وجود حمامات كافية حيث لا يوجد في المدرسة سوى خمسة حمامات لألف طالبة، مما يشكل ازدحاما أثناء الفرصة الدرسية، ويدفعنا للتأخر عن الدرس، فيوجه لنا المدرسون ملاحظات.
المدرس سامي أشار إلى أن عدد الطلاب في كل شعبة يتجاوز 40 طالبا، الأمر الذي يجعل جو الشعبة الصفية غير صحي، نتمنى التوسع في ملحق مدرسة عبد الوهاب الأسعد أو بناء مدارس جديدة حيث أنه لا يمكن تحويل الدوام لنصفي بظل أننا نداوم سبع حصص دراسية، والأثاث المدرسي من مقاعد وطاولات أصبح قديما وغير صحي.
أسقف الصفوف تدلف:
ويوجد في مدرسة عبد الوهاب الأسعد سبع شعب صفية تدلف المياه فيها من السطح، حيث تشكل معاناة لدى الطالبات أثناء الدرس في فصل الشتاء، ويحتاج السطح للعزل والمشكلة قائمة منذ عام 2010، وهي بحالة تفاقم، وقد تم عزله قبل هذه المرة ولكن العزل كان سيئاً جداً حيث دهن بالإسفلت ولم يبق سوى عام واحد وعند أول تساقط مطر ذهب الإسفلت، وكان من المنتظر هذا العام إجراء صيانة كاملة للمدرسة ولدورات المياه، ولكن اقتصرت الصيانة على غرفتين، مع وعود بإجراء العزل للسطح، أما دورات المياه كان من المفترض أن يبدأ العمل بها منذ الصيف من قبل الخدمات الفنية ولكن بسبب الكورونا توقف الأمر .
ضعف التعاون والنشاط:
ولفت أحد مديري المدارس إلى ضعف قيمة التعاون والنشاط الذي يتم تحصيله من كل طالب والذي لا يتجاوز 105 ليرات في العام، وهي محددة بهذه القيمة منذ عام ١٩٨٥ وهي غير كافية لشراء قلم رصاص واحد حيث إن أسعار المستلزمات التعليمية تضاعفت أكثر من عشرين ضعفا ويمكن بحساب بسيط أن نبين تكلفة الطالب الواحد في المدرسة الثانوية وبالحد الأدنى كما يلي:
يحتاج الطالب ٦٠ ورقة مذاكرة خلال العام الدراسي بكلفة 600 ليرة، ويحتاج الطالب ما بين٤٠ إلى ٦٠ ورقة تصوير أسئلة مذاكرات بكلفة ٦٠٠ ليرة، أما أقلام واين بورد الخاصة بالسبورة بمعدل قلم واحد بالسنة بكلفة ١٦٠ ليرة، وخواتيم للأقلام بكلفة ٢٥٠ ليرة، أما المنظفات (كلور – فلاش) بهدف تنظيف الحمامات و خزانات المياه والصفوف إضافة لسلات المهملات بكلفة ١٠٠ ليرة، وثمن سجلات توقيع المدرسين وسجلات الغياب والسجلات الأخرى بكلفة ٣٥ ليرة، أجور نقل فرق الأولمبياد العلمي والفرق الرياضية والأنشطة المختلفة بكلف ٢٥ ليرة،
فيكون المجموع الكلي تقريبا ١٨٠٠ ليرة، للطالب الواحد، نتمنى إعادة النظر وتعديل وجيبتي التعاون والنشاط حتى لا يبقى مديرو المدارس موضع اتهام و تشكيك .
رد مديرية المطبوعات:
مدير المطبوعات بحمص سمير عباس وفيما يتعلق بالكتب القديمة أوضح قائلاً:
صدر قرار من وزير التربية بتوزيع الكتب الجديدة للصف الأول والثاني والثالث للمواد التالية: رياضيات عربي وعلوم وإسلامية واجتماعية، إضافة لتدريبات اللغة الانكليزية للحلقة الدنيا ويتم حالياً سحب هذه المواد من أيدي الطلاب أي الكتب القديمة المدورة وسيكون في يدّ الطالب كتب جديدة، ووصلت لمدينة حمص الكتب بنسبة 90%، وتم توزيعها على مستودعات المدينة والريف التي يبلغ عددها 26 مستودعا وتم الإيعاز لمديري المدارس عن طريق مديرية التربية بأن يتم التواصل مع أمناء المستودعات لأخذ المخصصات وتوزيعها على الطلاب وسحب الكتب القديمة، وكان الهدف من توزيع الوزارة الكتب القديمة هو وجود الكتاب بين يدي الطالب سواء كان جديدا أو قديما، حتى يقلع العام الدراسي.
مدير الأبنية:
مدير الأبنية المهندس أسامة إدريس قال: بما يتعلق بالتوسع في دورات المياه بمدرسة عبد الوهاب الأسعد، إن مديرية الخدمات الفنية لا تقوم بصيانة المدارس وإنما نقوم ببناء والتوسع بدورات المياه أو إضافة طابق إضافي أو إقامة سور للمدارس، وفق خطة التربية ولكن أعمال الصيانة العادية لا علاقة لنا بها، ووفق الاعتماد المادي نقوم بتنفيذ خطة مديرية التربية في حمص، وحاليا تعاقدنا على العمل على مدرسة بقرية جباب الزيت بقيمة 19 مليون ليرة، ومدرسة في قرية حسياء باسم سعيد حمود بقيمة 94 مليون ليرة، ودورات مياه في مدرسة عبد الوهاب الأسعد في عكرمة الجنوبية بقيمة 26 مليون ليرة، وسوف تتم المباشرة بهذه المشاريع عند المصادقة على هذه العقود وهي قيد التصديق في المحافظة.