ربما يوماً ما في المستقبل ، ليس القريب، إنما البعيد، بعد أن تبرأ الإنسانية من وحشية وخبث من يدعون الحضارة – قد يكون هذا بعد عقد من الزمن. أو ربع قرن، أكثر، أقل، لا أحد يدري، لكنه أمر آت لامحال، – حينها سيقرأ من يأتي عن فظائع وجرائم ارتكبت باسم الإنسانية والحضارة، وباسم الحريات، وما في قائمة العمه والتبعية السياسية الغربية، من مصطلحات مخاتلة خبيثة مضللة، هي أدوات الفتك الجديدة، للفتك والقتل، ومواجهة الشعوب التي تعمل من أجل كرامتها وحريتها.
ستكون المدونة التي تصف هذا العار الغربي، بل والعالمي ، فكلّ مؤسسة أو دولة أو منظمة، مهما كانت صغيرة أو كبيرة، تسكت عما يجري، هي شريكة به، الغرب الذي يتاجر بكل شيء، يمضي في ركب الشيطان الأكبر ( واشنطن ) بل ربما تجد واشنطن غضاضة في أن تعلن أنها فرضت عقوبات على مؤسسات تربوية وتعليمية سورية، تفعل ذلك، وتمضي إلى أبعد منه، فمن يدمر البنى التحتية ،ويحرق المحاصيل، ويجوع الشعب يفعل ذلك، لكنه ربما يخرجه بطريقة ما.
الغرب الماضي في ركب التبعية يسارع سقوطه المدوي، في كل المشهد العالمي، ليس في موقفه الظالم والجائر مما يجري من عدوان على سورية ومشاركته فيها قولاً وعملاً، تسليحاً وحصاراً وما في قائمة العدوان من أساليب، هل يمكن لهذا الغرب أن يكون خارج جلد الأفعى الأميركية الموجهة رأسها حسب مصالح الكيان الصهيوني؟
تساؤل، لا نبحث عن إجابات له، نعرف ما يجري، وعلينا دائما أن نستعد للأسوأ .فغالباً تشتد وسائل الضغط والحروب قبيل نهايات الجولات التي خسروها جميعها، ولم يعد من المغري مخاطبة ما يسمى ضميراً عالمياً، أو مؤسسات أممية، فقد تعرّت كلها، وهي شريكة بحروب إبادة ، ترسم واقعاً مريراً، ليس في سورية، إنما في تفاصيل العلاقات الدولية مستقبلاً، إذ رسخت قاعدة : الحصار الظالم والمستبد كأداة من أدوات الفتك الغربي والأميركي.
قد تطول الفترة قليلاً, لكننا نثق أن النهايات قد بدأت, وسوف يثمر ما قدّمه السوريون للعالم كله, وإن كان الكثيرون منه ( العالم ) لايستحقونه.
البقعة الساخنة – ديب علي حسن