تُخطئ الولايات المتحدة الأميركية حين تظنّ أن سلاح العقوبات الاقتصادية اللا إنساني الذي تستخدمه لممارسة الضغوط على الدول المستهدفة بالعقوبات بهدف تغيير مواقفها في الاتجاه الذي تريده واشنطن سيحقق غاياتها وأهدافها العدوانيّة، والأمثلة كثيرة وعديدة على فشل سلاح الحصار الاقتصادي وخاصة أنه يأتي بمفعول عكسي لجهة تنمية القدرات الكامنة لدى الدول المستهدفة والاعتماد على الذات وزيادة الإنتاج.
واشنطن تمارس أقصى أنواع الضغوط والحصار على العديد من الدول وأولها سورية التي لطالما وقفت في وجه مخطّطاتها التي تستهدف الحقوق والقضايا العربية، فالحصار على سورية ليس بجديد ويعود إلى عام 1979 ولم يحقق غاياته.
تأثيرات العقوبات الأميركيّة على الاقتصاد السوري كبيرة وملموسة وتُسبّب المعاناة اليومية للشعب السوريّ الذي يقاوم كل مخارز الإرهاب العسكري والسياسي والاقتصادي بعين الحق التي تعرّي الأميركي وتفضح غاياته وأهدافه في الانتقام من هذا الشعب الذي لم ولن يغيّر مواقفه الوطنية والقومية ولم يستسلم خلال العقود الماضية وحافظ على حرية قراره.
الوقوف والصمود في وجه العقوبات الأميركيّة والغربيّة سيغيّر المعادلة الدولية لأن الإفراط في زيادة العقوبات يؤثر بشكل كبير في الاقتصاد العالمي المترهّل أصلاً بعد جائحة كورونا وفق دراسات اقتصادية، وبالتالي لن تؤدي العقوبات الاقتصادية إلا إلى استفزاز حلفاء واشنطن وهذا ما حصل في الأمم المتحدة حين رفض مجلس الأمن الدولي مشروع قرار أميركي يقضي بتمديد حظر تصدير السلاح لإيران ما شكل ضربة كبيرة للدبلوماسية الأميركيّة فاستطاعت طهران بصمودها الوصول إلى وقت رفع جميع القيود المفروضة على نقل أصناف الأسلحة من وإلى إيران وفق الاتفاق النووي.
دمشق أيضاً تعرف تماماً طرق العمل الدبلوماسي وهي خير من حاك خيوط الحرير السياسي وتعلم قدراتها الذاتية التي تنطلق منها لاتخاذ قرارات المواجهة والتصدي، فهي اليوم في مواجهة شرسة أمام حرب إرهابيّة اقتصاديّة ذراعها العقوبات الأميركيّة والأوروبيّة الجائرة وهي قادرة على التأقلم وتخطّي الحصار والعقوبات وأي تسميات أخرى للعربدة الأميركية المنفلتة من عقالها.
كلمة الموقع – بقلم مدير التحرير: بشار محمد