الثورة أون ﻻين-آنا عزيز الخضر:
غنى في اللقاءات.. دقة في تتالي المشاهد، تراتبية مدهشة في الأحداث خلقت عالمها المتأني الذي حول عالم الفيلم الوثائقي «نساء من سورية» الذي هو من اعداد واخراج «محمد سمير الطحان».. حوله وبكل مفرداته الدقيقة إلى لوحة الصمود السوري، فتألقت حاﻻت واقعية، كما هي نماذج نسائية ناجحة، خلقت دراما جميلة أطرت لكثير من القضايا الحياتية التي تشهد على مقدرة المرأة السورية، صمودها، ابداعها، قوة شخصيتها، وفعلها المستحيل في أصعب الاوقات، حيث ذهبت تحت وابل قذائف الهاون، الى الجامعة، إلى العمل، الى الابداع، والتحدي..
يدور الفيلم حول كورال كاردينيا. صانعات الكثير من المعجزات في اصعب الاوقات، وكل منهن روت تجربتها ورؤيتها ومحاوﻻتها الصامدة تجاه الفعل في أقسى الأيام التي كان يعيشها الوطن..
حول الفيلم والكثير من تفاصيله وأهمية رسالة التحدي والابداع التي حملها، تحدث المعد والمخرج (محمد سمير الطحان) قائلاً:
في زمن الحرب اكثر من یعاني في المجتمع ھن النساء، وذلك بسبب مایتعرضن له من فقدان ومن تحمل مسؤولیات جسیمة، تضعھن أمام تحدیات وجودیة قاسیة لا ترحم.
المرأة السوریة عانت الكثیر خلال سنوات الحرب في سوریة، ما ولد لدى الكثیرات طاقات عمل وابداع متنوعة، وفي فیلم «نساء من سوریة» اخترنا نموذج النساء اللواتي اخترن الغناء والفن والعلم للتعبیر عن ذواتھن حیث انطلقت فرقة كورال غاردینیا النسائي عام 2016 في خضم تساقط قذائف الھاون من قبل الارھابیین على العاصمة دمشق، فكانت أغانیھن البلسم الذي یشفي الأرواح المتعبة. وﻻبد من الذكر أنه بعد عرض الفيلم على القناة واليوتيوب، تواصلت معي السيدة سوزان درغام، وهي سيدة استرالية متزوجة من رجل سوري ،وتحب سورية وشعبها، ووقفت معنا خلال الحرب الظالمة من خلال انشاء موقع الكتروني وقناة يوتيوب و صفحة فيس بوك تحت اسم سورية الحبيبة sirya beloved وتبنت عرض الفيلم مع ترجمته الى الانكليزية على هذه المواقع، لاظهار حقيقة الشعب السوري المبدع، وكيف استطاع تجاوز الصعوبات، وخاصة المرأة السورية القوية، التي صاغت مفردات الحياة من ركام الحرب والموت .
الفيلم هو الحلقة الاولى في سلسلة من الافلام، التي تقدم حكايا عن المرأة السورية وابداعاتها الخلاقة في مختلف المجالات، وانا الآن اعمل على اعداد الفيلم الثاني في نفس السياق، لتخليد ماصنعته المرأة السوري، واتمنى ان تتوفر له شروط الانتاج الجيد، ليظهر بالصيغة التي تتناسب مع الرسالة التي يحملها للعالم.
الفيلم من انتاج «القناة السورية» في الهيئة العامة للاذاعة والتلفزيون، اشراف ميسون يوسف.