يستمر الحديث عن فيروس كورونا المستجد كوفيد- 19 مع توارد الأخبار والتحذيرات عن موجة ثانية، بعد ما كان قد انخفض مع تخفيف إجراءات العزل حول العالم، وقد عاد القلق الشديد ينتاب البعض مع قرار تشديد الإجراءات الطبية والاحترازية في معظم الدول، وأرقام الإصابات تشهد ارتفاعاً متزايداً.
إنّ الوضع في زمن كورونا مختلف كليّاً.. وبات الجميع يعلم أنّ تهديد الفيروس ما زال قائماً، والحديث الذي كان ضعيفاً في الماضي، بات أكثر من اللازم، فالوباء لم ينته ومازال موجوداً والمواجهة معه لن تفيد سوى بالالتزام بالإجراءات الاحترازية لأنها طوق النجاة، فسرعة انتشار الفيروس وحجم الوباء يمثلان تحدياً صعباً للغاية لأي دولة، حتى لو كانت أكثر كفاءة وتطوراً.
بعد الموجة الأولى من الفيروس أصبحت مشافينا مجهزة بشكل أفضل لعلاج مرضى كوفيد-19، إضافة إلى جهود تدريب الطواقم الصحية بمكوناتها كافة على بروتوكولات العلاج ومعايير مكافحة العدوى ونشر الوعي في الجهات المعنية بالجائحة، كما أضحت تدابير الوقاية من العدوى مثل التباعد الاجتماعي وارتداء الكمامات القاعدة المرجعية لوقف انتشار الوباء.
وضمن استعداداتها أعلنت وزارة الصحة قبل أيام جاهزيتها واستعدادها في حال وقوع موجة محتملة جديدة من فيروس كورونا أو ازدياد عدد المصابين، من خلال إطلاقها حملة لتعزيز إجراءات حماية العاملين الصحيين، وإعطاء لقاح ضد الإنفلونزا الموسمية إضافة إلى إجراء اختبار كشف أضداد فيروس كورونا في الدم للكوادر التي تكون على تماس مباشر مع المرضى في مراكز العزل والعلاج.. وكذلك العمل على تجهيز مشفى طوارئ وغرفة مركزية مخصصة لحالات الطوارئ.
الموجة الثانية ستكون شدتها أقل.. في ظلّ ارتفاع وعي المواطنين بالفيروس واعتيادهم والتزامهم بالإجراءات الاحترازية.. فالموجة الثانية موجودة بالفعل في العديد من البلدان والتي بدأت في أوروبا.. لذا سيكون تصرفنا ووعينا بخطورة الفيروس ومضاعفاته خلال الأيام المقبلة وطوال فصل الشتاء حاسماً لوقف انتشار المرض وأماننا من الإصابة، وإن لم يتم ذلك فسنشهد بالتأكيد زيادة في نسبة الإصابات وبالتالي بعدد الوفيات.
أروقة محلية- عادل عبد الله