الملحق الثقافي:
ولد جيمس كوبر في إحدى قرى مدينة بيرلينغتون التابعة لولاية نيوجيرسي عام 1789، لعائلة من كبار الملاكين وأصحاب النفوذ. تلقى تعليمه الابتدائي في قريته، ومن ثم تابع دراسته على يد معلمين خصوصيين في المنزل.
وبسبب من تفوقه في العلم واكتسابه معارف جيدة، وإضافة إلى نفوذ والده وأرستقراطية العائلة، عين كوبر قنصلاً في مدينة ليون الفرنسية بين عامي 1826 و1833، جال أثناء عمله هناك دول أوروبا، وشكلت رحلاته هذه مخزوناً كبيراً، استفاد منه في كتاباته اللاحقة. ثم عاد في ذلك العام، واستقر في مدينة كوبرستاون التابعة لولاية نيويورك.
كتب روايته الأولى عام 1820 وكانت بعنوان «الحيطة»، ثم تبعها في العام التالي برواية «الجاسوس»، وقد نالت شهرة واسعة آنذاك، لأن أبطالها كانوا من الناس العاديين الذين شاركوا في الثورة الأمريكية، وليس من القادة.
كان كوبر متأثراً بالتنوير الأوروبي، وبالرومانسية على وجه الخصوص. لقد مزج بين الطبيعة الإنسانية لأبناء أمريكا الأصليين، وبين العنصرية المرعبة التي طبقها البرجوازي الأوروبي ضد الهنود الحمر. وتحكي رواياته «الديمقراطي الأمريكي» و»إلى البيت» و»في الدار» قصة الهمجية الاستعمارية للبرجوازية البشعة، وما دمرته على الصعيد الإنساني والبيئي. وقد هوجم من قبل النقاد والصحافة بشدة وعنف.
نجحت روايته «المرشد البحري»، ثم تبعها برواية «لايونيل لينكولن أو حصار بوسطن». وبدأ بنشر خماسية روائية، كان أشهرها «الأخير من موهيكان». وتتالت رواياته «البحيرة – البحر»، وثلاثية «دفاعاً عن أجرة الأراضي»، «فوهة بركان»، وآخر رواية له كانت «نفحات جديدة»، كتبها قبل عام واحد من رحيله.
توفي جيمس كوبر عام 1851 في مدينة كوبرستاون ودفن فيها. وما زالت أعماله تلقى رواجاً شعبياً ونقدياً، لما تحمله من إنسانية لا تفرق بين غني وفقير، وبين أسود وأبيض.
التاريخ: الثلاثاء27-10-2020
رقم العدد :1018