الأسواق الشعبية في حماة.. بعضها لم يحقق الغاية المطلوبة ومطالب بالحد من الأسواق المخالفة والعشوائية في عدة مناطق
الثورة أون لاين – سرحان الموعي:
شكلت تجربة الأسواق الشعبية في محافظة حماة خطوة هامة لخلق حالة من المنافسة مع الأسواق بهدف خفض الأسعار وكسر حلقات الوساطة والاحتكار وسط مطالب بالحد من الأسواق المخالفة والتي بدأت بالظهور في الآونة الاخيرة بعدد من المناطق لاسيما شيزر ومحردة وخطاب والمجدل والتي تفتقر إلى التنظيم ويسود عملها العشوائية والقائمة على بعض التجار ممن يفرضون الأسعار والاحتكار لعدد من الخضار والفواكه ويمنعون من توريدها ونقلها إلى سوق الهال في مدينة حماة والأسواق الشعبية في مختلف المناطق.
ففي مدينة حماة كشف رئيس مجلس مدينة حماة المهندس عدنان الطيار عن تحضير مجلس المدينة لإقامة سوق شعبي خامس في حي القصور بمدينة حماة إضافة إلى الاسواق الشعبية الاربع التي تم افتتاحها بمنطقة سوق الشجرة خلف الفرن الآلي بمساحة نحو 700 متر والثاني شرق البحرة بمساحة تتجاوز ألفي متر وفي ضاحية ابي الفداء وجنوب الملعب مبيناً أن المجلس يعمل على تعميم هذه التجربة على جميع الأسواق التي سيتم إحداثها في المدينة لكسر حلقات الوساطة التجارية وتأمين الخضار والمنتجات دون وسيط وبأفضل الأسعار ما ينعكس إيجاباً على تخفيض الأسعار وخلق منافسة في السوق لتصريف المنتجات.
وفي جولة بالسوق الشعبي في ضاحية ابي الفداء اكد المواطن حيان بيطار أن الأسعار في السوق مقبولة نوعاً ما لكنها مع ذلك مرتفعة ولاسيما أن الخضار والفواكه تباع في نهاية موسمها، مؤكداً على ضرورة تخصيص سيارات من جهات القطاع العام لنقل الخضار والفواكه وبأسعار رمزية إلى تلك الأسواق ما يخفف من تكاليف النقل لاسيما بعد ارتفاع اسعار المحروقات.
وأشار المواطن بسام المحمد إلى أنه يأتي إلى السوق لتأمين احتياجاته من الخضار والفواكه ولاسيما أن سعرها أقل من الأسواق العادية نسبياً مشيراً إلى ضرورة توسيع المواد المطروحة ضمن هذه الأسواق لتشمل مختلف الخضار والفواكه والمنتجات الأخرى.
ولفت حسان المصري إلى ضرورة زيادة عدد الأسواق لتغطية الأحياء البعيدة عن مركز المدينة لتخفيف أعباء التنقل عن السكان ودراسة أماكن وجود هذه الأسواق ووجود تباعد فيما بينها لتخدم أغلب المناطق خاصة وان افتتاح سوق شعبي ضمن سوق الشجرة ضمن المدينة وقريب من أسواق شارع 8 آذار وسوق الهال لم يحقق الغاية المرجوة منه ولم يشهد إقبالاً جيداً من قبل المواطنين نظراً لتقارب الأسعار فيما بينها.
وفي مدينة مصياف قال أحمد باشا رئيس مجلس مدينة مصياف إن تجربة الأسواق الشعبية لم تنجح رغم تحديد ساحات أربع تقع في ساحة البلدية وسط المدينة وجزء من حديقة عبد المنعم رياض وساحة الخضار القديمة وشرق سور القلعة لتكون اسواقا شعبية.. موضحا أن الإقبال عليها لم يكن بالمستوى المأمول والمطلوب.
فيما كشف رئيس مجلس مدينة تل سلحب عبد الله عبد الله أن مجلس المدينة أقام على مساحة ألف متر بكراج الانطلاق وسط المدينة سوقً شعبي بالمدينة تقدم مجاناً للمزارعين لعرض المنتجات الزراعية والغذائية وبيعها مباشرة من المنتج إلى المستهلك لافتاً إلى أن فكرة تخصيص ساحات مجانية لإقامة سوق شعبي لبيع الخضار والفواكه فكرة ممتازة في الوقت الحالي كونه يخدم المواطنين ذوي الدخل المحدود ويشكل فرصة للبيع بسعر أقل واستقطاب زبائن أكثر لافتاً إلى أن المستهلك يبحث دائما عن المنتج الأقل سعرا وخاصة في ظل الغلاء الذي تشهده الأسواق في الوقت الراهن.
من جانبه رئيس مجلس مدينة السقيلبية وضاح فروح أوضح أنه تم اعتماد ساحة ألف متر تقع جانب مبنى دائرة النقل الفرعية وسط المدينة لتكون سوقا شعبيا، معتبرا أن إقامة سوق شعبي في الحي خطوة جيدة في ظل الظروف التي تمر على المواطنين وخاصة ذوي الدخل المحدود مشددا على ضرورة الاستمرار في ضبط الأسعار في هذه الاسواق بما يتناسب مع حاجة الفلاح والمواطن ومخالفة اي بائع يتلاعب بالأسعار.
بدوره أكد رئيس مجلس مدينة سلمية المهندس زكريا فهد أنه تم تحديد ثلاث مواقع في المدينة لإقامة أسواق شعبية عليها وهي ـ مقابل مدرسة سامي رزوق بالحي الشمالي ـ ومقابل الصالة الرياضية بالحي الغربي ـ وشرقي كراجات الانطلاق بالحي الجنوبي وتم تجهيزها وحاليا وهناك إقبال كبير عليها مع التقيد بالأنظمة المطبقة والأسعار المخفضة لاستقبال المواد الغذائية والخضروات وغيرها ليتمكن المواطنون الشراء من المزارع أو المنتج مباشرة بدون وسيط ، وبسعر التكلفة.
في حين لم تشهد مدينة محردة إقامة أي سوق شعبي ولم تخصص أي ساحة فيها إقامة أسواق شعبية كونها قريبة من أماكن الإنتاج كما أن ظهور أسواق شعبية مخالفة بالعديد من القرى والبلدات القريبة منها كان له الأثر سلبي بأن فكرة السوق الشعبي لن تنجح وإقبال الناس على الشراء من هذه الأسواق بسبب الأسعار المنافسة والرخيصة للبضائع المختلفة وعدم وجود ضرائب ورسوم مالية كبيرة مثل المحال الموجودة ضمن سوق الهال.