تحتدم الذاكرة بإرهاب ميليشيا (قسد) إلى درجة خطيرة من التطاول والتجاوز على حقائق وثوابت الجيوسياسة والتاريخ والمستقبل.
فما تقوم به (قسد) الإرهابية من ممارسات وأعمال إجرامية وإرهابية بحق الأبرياء والمدنيين في قرى وبلدات الحسكة ودير الزور والرقة، لم يعد مجرد إرهاب موصوف وموثق يقوم به بعض الإرهابيين والمرتزقة والعملاء للولايات المتحدة الأميركية والكيان الصهيوني، بل بات إرهاباً بأبعاد قيمية محضة، لأنه أضحى يستهدف الذاكرة بإرثها الحضاري والوطني والأخلاقي.
كل تجارب التاريخ بتسلسلها الزمني القريب والبعيد، تؤكد أن كل الذين راهنوا على الغزاة والمحتلين والمستعمرين لتدمير وتقسيم أوطانهم من أجل تحقيق مكاسب ومصالح شخصية، كان مصيرهم السقوط والغرق في مستنقعات أوهامهم وطموحاتهم التقسيمية والانفصالية، وهذا ما تجهله أو تتجاهله (قسد) حتى اللحظة، على الرغم من إعلان الأميركي أكثر من مرة أنه قد يتخلى عنهم ويتركهم لمصيرهم المحتوم.
إن (قسد) هي مجرد أداة وضيعة للأميركي والإسرائيلي للنهوض بما تبقى من مشروعهم الاحتلالي والتقسيمي، الذي سقط بمعظمه أمام صمود وعزيمة وإرادة الشعب السوري وتضحيات وبطولات شهدائه ورجالاته، وهذا ما يجعلنا نؤكد أن ما تقوم به تلك المجموعات الإرهابية ليس إلا امتداداً للحرب الإرهابية المتواصلة على شعبنا العظيم منذ نحو عشرة سنوات، وجزء لا يتجزأ من حالة الحصار والعقوبات التي تستشرس فيها أطراف العدوان لإخضاع الدولة السورية بمنظومتها الكاملة والشاملة لشروطهم ومطالبهم الاحتلالية والاستعمارية.
الحقيقة الثابتة في ذلك كله أنه إذا كان الاحتلال نفسه إلى زوال واندحار والمسألة هي مسألة وقت فقط، فكيف بأدواته ومرتزقته وعملائه الذين ذهبوا بعيداً في أوهامهم ورهانهم على المحتل، الذي سوف يتركهم وحدهم يلاقون مصيرهم عندما تحين لحظة الحسم والمواجهة.
حدث و تعليق – فؤاد الوادي